كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 4)

الْعَرَب الثَّلَاثَة وَهُوَ ابْن عمّ الخنساء الصّحابيّة الشّاعرة وَتَأْتِي لَهُ تَرْجَمَة أبسط ممّا هُنَا فِي مَحَله إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وأَنْت اسْم لَكَانَ المحذوفة وذَا نفر خَبَرهَا. وَعند ابْن جنّي هما معمولان لما الْوَاقِعَة عوضا من الْفِعْل ومصلحة للّفظ لتزول مُبَاشرَة أَن الِاسْم وَهَذِه عِبَارَته فِي الخصائص: فَإِن قلت: بِمَ ارْتَفع وانتصب: أَنْت مُنْطَلقًا قيل بِمَا لِأَنَّهَا عَاقَبت الْفِعْل الرافع النّاصب فَعمِلت عمله من الرّفْع والنّصب وَهَذِه طَريقَة أبي عليّ وجلّة أَصْحَابنَا من قبل أنّ الشَّيْء إِذا عاقب الشَّيْء ولي من الْأَمر
مَا كَانَ الْمَحْذُوف يَلِيهِ من ذَلِك الظّرْف إِذا تعلّق بالمحذوف فإنّه يتضمّن الضَّمِير الَّذِي كَانَ فِيهِ وَيعْمل مَا كَانَ يعمله: من نَصبه الْحَال والظرف وعَلى ذَلِك صَار قَوْله: فَاه إِلَى فيّ من)
قَوْله: كَلمته فَاه إِلَى فيّ ضَامِنا للضمير الَّذِي كَانَ فِي جاعلاً لّما عاقبه. هـ.
قَالَ ابْن خلف: وعَلى هَذَا يلغز فَيُقَال: هَل تعرف مَا فِي كَلَام الْعَرَب رَافِعَة للاسم وناصبه للْخَبَر وَلَيْسَت بالنافية الَّتِي يعملها أهل الْحجاز بل هِيَ موجبةٌ لَا نَافِيَة.

الصفحة 16