كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

(آل الزبير سَنَام الْمجد قد علمت ... ذَاك الْعَشِيرَة والأثرون من عددا)
على أَن من عِنْد الْكُوفِيّين حرف زَائِد أَي: والأثرون عددا. وَهِي عِنْد الْبَصرِيين مَوْصُوفَة أَي: والأثرون إنْسَانا معدودا. وَهَذَا الْجَواب أوردهُ الفالي فِي شرح اللّبَاب قَالَ: يَجْعَل عددا مصدرا بِمَعْنى
الْمَفْعُول أَي: معدوداً فَتكون صفة مُفْردَة. ف من اسمٌ موصوفٌ بمفرد كَقَوْلِه: فَكفى بِنَا فضلا على من غَيرنَا وَيجوز أَن تكون مَوْصُوفَة بجملة محذوفة وَذَلِكَ أَن عددا: مفعول مُطلق وعامله مَحْذُوف تَقْدِيره: يعد عددا بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول. وَالْجُمْلَة صفة من أَي: إنْسَانا يعد عددا. وعَلى هَذَا الْجَواب اقْتصر صَاحب اللّبَاب وَابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ قَالَ: زَاد الْكسَائي فِي مَعَاني من قسما آخر وَهُوَ أَنَّهَا قد جَاءَت صلَة يَعْنِي زَائِدَة وَأنْشد: والأثرون من عددا وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ والأثرون من يعد عددا فَحذف الْفِعْل وَاكْتفى بِالْمَصْدَرِ مِنْهُ كَمَا تَقول: مَا أَنْت إِلَّا سيراً. ف من فِي هَذَا القَوْل نكرةٌ مَوْصُوفَة بِالْجُمْلَةِ المحذوفة فالتقدير: والأثرون إنْسَانا يعد. اه.

الصفحة 128