كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

بعد يَوْم نَخْلَة وَهُوَ أول يَوْم اقْتَتَلُوا فِيهِ من أَيَّام الْفجار بحولٍ على مَا تواعدت عَلَيْهِ مَعَ هوزان وحلفائها من ثَقِيف وَغَيرهم فَكَانَ يَوْم شمطة لهوازن على كنَانَة وقريش وَلم يقتل من قُرَيْش أحدٌ يذكر واعتزلت بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة إِلَى جبلٍ يُقَال لَهُ دخم فَلم يقتل مِنْهُم أحد. وَقَالَ خِدَاش بن زُهَيْر:
(بِأَنا يَوْم شمطة قد أَقَمْنَا ... عَمُود الدَّين إِن لَهُ عمودا)
ثمَّ التقى الْأَحْيَاء المذكورون على رَأس الْحول من يَوْم شمطة بالعبلاء إِلَى جنب عكاظ فَكَانَ لهوزان أَيْضا على قُرَيْش وكنانة. قَالَ خِدَاش بن زُهَيْر:
(ألم يبلغكم أَنا جدعنا ... لَدَى العبلاء خندف بالقياد)
(ضربناهم بِبَطن عكاظ حَتَّى ... توَلّوا طالعين من النجاد)
ثمَّ الْتَقَوْا على رَأس الْحول وَهُوَ الْيَوْم الرَّابِع من يَوْم نَخْلَة بِشرب وشربٌ من عكاظ. وَلم يكن)
بَينهم يومٌ أعظم مِنْهُ. فحافظت قُرَيْش وكنانة وَقد كَانَ تقدم لهوزان عَلَيْهِم يَوْمَانِ وَقيد أَبُو سُفْيَان وحربٌ ابْنا أُميَّة وَأَبُو سُفْيَان بن حَرْب
أنفسهم وَقَالُوا: لَا يبرح منا رجلٌ مَكَانَهُ حَتَّى يَمُوت أَو يظفر فانهزمت هوَازن وَقيس كلهَا إِلَّا بني نصر فَإِنَّهَا صبرت مَعَ ثَقِيف. وَذَلِكَ أَن عكاظ بلدهم لَهُم فِيهِ نخل وأموال فَلم يغنوا شَيْئا ثمَّ انْهَزمُوا وَقتلت هوَازن يومئذٍ قتلا ذريعاً. قَالَ أُميَّة بن الأسكر الْكِنَانِي:

الصفحة 16