كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

وَأوردهُ ابْن جني فِي الْمُحْتَسب عِنْد قِرَاءَة من قَرَأَ: والمقيمي الصَّلَاة بِالنّصب قَالَ: أَرَادَ المقيمين فَحذف النُّون تَخْفِيفًا. أَو شبه ذَلِك باللذين فِي قَوْله: فَإِن الَّذِي حانت بفلجٍ دِمَاؤُهُمْ الْبَيْت وَأوردهُ صَاحب الْكَشَّاف أَيْضا عِنْد قَوْله تَعَالَى: آلم ذَلِك الْكتاب على أَن السُّورَة الْمُسَمَّاة ب آلم هُوَ الْكتاب لكماله حَتَّى كَأَن مَا عداهُ من الْكتب بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ لَا يسْتَحق أَن يُسمى كتابا من بَاب حصر الْجِنْس فِي بعض أَفْرَاده على حد قَوْلك: زيد هُوَ الرجل أَي: الْكَامِل فِي الرجولية.
وَلما كَانَ ذَلِك مستبعداً فِي الأوهام أَتَى بِمَا صرح بِهِ بحصر كل الْجِنْس فِي الْفَرد الْكَامِل فِي قَوْله: هم الْقَوْم كل الْقَوْم يَا أم خَالِد إِزَالَة لذَلِك الْوَهم. وَالْمعْنَى: إِن اللَّذين هَلَكُوا بِهَذَا الْموضع هم الْقَوْم وَالرِّجَال الكاملون فاعلمي ذَلِك وابكي عَلَيْهِم يَا أم خَالِد. قَالَ الواحدي: قَوْلهم يَا أم خَالِد وَيَا ابْنة الْقَوْم هُوَ من عَادَة الْعَرَب بِهَذَا الْخطاب للنِّسَاء لحثهن على الْبكاء. وكل الْقَوْم صفة للْقَوْم دلَالَة على كمالهم.
وَبِه أوردهُ ابْن هِشَام فِي كل من الْمُغنِي. والحين بِالْفَتْح: الْهَلَاك. وحان الرجل: هلك. وأحانه الله أهلكه. ودماؤهم: فَاعل حانت. وَمعنى حانت دِمَاؤُهُمْ: لم يُؤْخَذ لَهُم بدية وَلَا قصاص. وفلج بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون اللَّام وَآخره جِيم. قَالَ أَبُو عبيد فِي مُعْجم مَا استعجم: هُوَ موضعٌ فِي بِلَاد بني مَازِن وَهُوَ فِي طَرِيق الْبَصْرَة إِلَى مَكَّة وَفِيه منَازِل للحجاج. وَقَالَ الزّجاج: هُوَ مَاء لبني العنبر)
وَمَا بَين الْحِيَل إِلَى

الصفحة 26