كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

الْجَاهِلِيَّة فعزو عزا كثيرا
حَتَّى إِذا وردوا مَاء من مَاء الصمان حظروا على النَّاس مَا يريدونه مِنْهُ. وَكَانَت لرميلة قطيفةٌ حَمْرَاء فَكَانُوا يَأْخُذُونَ الهدب من تِلْكَ القطيفة)
فيلقونه على المَاء أَي: قد سبقنَا إِلَى هَذَا فَلَا يردهُ أحدٌ لعزهم فَيَأْخُذُونَ من المَاء مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. فَوَرَدُوا فِي بعض السنين مَاء من مَاء الصمان وَورد مَعَهم ناسٌ من بني قطن بن نهشل فأورد بَعضهم بعيره فأشرعه حوضاً قد حظروا عَلَيْهِ. وبلغهم ذَلِك فغضبوا فَاقْتَتلُوا فَضرب ربَاب بن رميلة رَأس بشير بن صبيح فَمَاتَ بشير فِي ليلته فَقتل ربَاب قودا وَلما أَرَادوا ضرب عُنُقه قَالُوا لَهُ: أوصنا. قَالَ لَهُم: دَعونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فصلى ثمَّ قَالَ: أما وَالله إِنِّي إِلَى رَبِّي لذُو حَاجَة وَمَا مَنَعَنِي أَن أَزِيد فِي صَلَاتي إِلَّا أَن تَقولُوا: خَافَ من الْمَوْت فليضربني مِنْكُم رجل شَدِيد الساعد حَدِيد السَّيْف. فدفعوه إِلَى ابْن خُزَيْمَة بن بشير فَضرب عُنُقه وَذَلِكَ فِي الْفِتْنَة بعد مقتل بن عَفَّان. ورثاه أَخُوهُ الْأَشْهب بقصائد. وَفِي كتاب الشُّعَرَاء المنسوبين إِلَى أمهاتهم ونقلته من خطّ مُؤَلفه: كَانَ الْأَشْهب يهاجي الفرزدق ولقيه يَوْمًا عِنْد بَاب عُثْمَان بن عَفَّان وَهُوَ يُرِيد أَن يجوز نهر أم عبد الله على قنطرة فاحتبسه الفرزدق عَلَيْهَا الفرزدق على فرس فَقَالَ الْأَشْهب: ...

الصفحة 31