كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

الْعَرَب إِلَى عبد الرَّحْمَن بن الضَّحَّاك وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَة فِي ماءٍ من مِيَاههمْ وَعبد الرَّحْمَن مصاهرٌ لأحد الْحَيَّيْنِ فبرك شيخٌ بَين يَدَيْهِ من الْحَيّ الآخر وَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير أَنا الَّذِي أَقُول:
(إِلَى الرَّحْمَن ثمَّ إِلَى أَمِيري ... تعسفت المفاوز واشتكيت)
(رجَالًا طالبوني ثمَّ لجوا ... وَلَو أَنِّي ظلمتهم انْتَهَيْت))
(رجوا فِي صهرهم أَن يغلبوني ... وبالرحمن صدق مَا ادعيت)
وَقَالُوا قد جننت فَقلت كلا ... ... ... ... ... . . الأبيات الْخَمْسَة وَبعدهَا:
(فأنصفني هداك الله مِنْهُم ... وَلَو كَانَ الْغَلَبَة لاكتفيت)
وَقَالَ الْخَطِيب التبريزي فِي شَرحه: وَهَذَا ماءٌ لبني أم الْكَهْف من جرم طَيء ولبني هرم بن العشراء من فَزَارَة اخْتصم فِيهِ الْحَيَّانِ وهم مختلطون مجاورون.
وَقَوله: وَلَو أَنِّي ظلمتهم انْتَهَيْت أَي: قلت أَنا ظَالِم ثمَّ امْتَنعُوا لكففت وَلم ألج. وَقَوله: وَقَالُوا: قد جننت مَعْطُوف على لجوا وجننت بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول وبالخطاب فِي الأول وبالتكلم فِي الثَّانِي. وكلا للزجر والردع. قَالَ الإِمَام المرزوقي: كَانَ الْوَاجِب أَن يَقُول: قَالُوا جننت أَو سكرت. فَاكْتفى بِذكر أَحدهمَا لِأَن النَّفْي الَّذِي يتعقب فِي الْجَواب ينظمهما. وَمثله قَول الآخر: ...

الصفحة 36