كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

ماءٌ موروث عَن الأسلاف وَحمى مَعْرُوف لي سلمه النَّاس لي على مر الْأَيَّام وبئر توليت استحداثها وحفرها وطيها. وطي الْبِئْر: بناؤها بِالْحِجَارَةِ. وطويت الْبِئْر فَهُوَ طويٌّ. وَقَوله: وقبلك رب خصم إِلَخ الْخصم لكَونه فِي الأَصْل مصدرا يُطلق على الْمُفْرد)
وَغَيره وَالذكر وَالْأُنْثَى بِلَفْظ وَاحِد. وَفِي لُغَة يُطَابق فِي التَّثْنِيَة وَالْجمع فَيجمع على خصوم وخصام. وخصم الرجل يخصم من بَاب تَعب إِذا أحكم الْخُصُوم فَهُوَ خصم وخصيم.
وخاصمته فَخَصمته أخصمه من بَاب قتل إِذا غلبته فِي الْخُصُومَة. وتمالوا أَصله تمالؤوا بِهَمْزَة مَضْمُومَة بعد اللَّام الْمَفْتُوحَة يُقَال مالأه ممالأةً كفاعله مفاعلة بِمَعْنى عاونه معاونة. وتمالؤوا على الْأَمر: تعاونوا. وَقَالَ ابْن السّكيت: اجْتَمعُوا عَلَيْهِ. وهلع هلعاً من بَاب تَعب بِمَعْنى جزع فَهُوَ هلعٌ وهلوع مُبَالغَة وَقيل الْهَلَع: أفحش الْجزع. ودعوت بِمَعْنى قلت: يَا لفُلَان قَالَ الإِمَام المرزوقي: نبه على حسن ثباته فِي وَجه الْخُصُوم وتمرنه بمجادلتهم قَدِيما وحديثاً وتحككه لَهُم على احتفالٍ مِنْهُم على مناوأته سالفاً وآنفاً فَيَقُول: وَقد
بليت قبلك بِقوم لدٍّ تألبوا عَليّ وتعاونوا فَلم أجزع لما منيت بهم جزعاً فَاحِشا وَلَا استنصرت عَلَيْهِم غَيْرِي. فَإِن قيل: كَيفَ قَالَ هلعت وَقد قَالَ: كدت أبْكِي من الظُّلم إِلَخ وَهل الْهَلَع إِلَّا الْبكاء والجزع قلت: إِن الْهَلَع هُوَ الْجزع الْفَاحِش الَّذِي يظْهر فِيهِ الخضوع والإنقياد فَهَذَا هُوَ الَّذِي زعم أَنه لَا يظْهر عَلَيْهِ.
والبكاء الَّذِي ذكر أَنه شارفه إِنَّمَا كَانَ

الصفحة 38