كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

سُفْيَان فَلم
يحمده وأتى عباد بن زِيَاد فَكَانَ مَعَه. وَكَانَ عبادٌ طَوِيل اللِّحْيَة عريضها فَركب ذَات يومٍ وَابْن مفرغ مَعَه فِي موكبه فَهبت ريحٌ فنفشت لحيته فَقَالَ ابْن مفرغ:
(أَلا لَيْت اللحى كَانَت حشيشاً ... فترعاها خُيُول المسلمينا)
فَبلغ ذَلِك عباداً فحقد عَلَيْهِ وجفاه فَقَالَ ابْن مفرغ:
(إِن تركي ندى سعيد بن عثما ... ن فَتى الْجُود ناصري وعديدي)
(واتباعي أَخا الرضَاعَة واللؤ ... م لنقصٌ وفوت شأوٍ بعيد)
(قلت وَاللَّيْل مطبقٌ بعراه ... لَيْتَني مت قبل ترك سعيد)
فَأَخذه عبيد الله بن زِيَاد وحبسه وعذبه وسقاه التربد فِي النَّبِيذ وَحمله على بعير وَقرن بِهِ خنزيرةً وأمشاه بَطْنه مشياً شَدِيدا فَكَانَ يسيل مِنْهُ مَا يخرج على الخنزيرة فتصيح وَكلما صاحت قَالَ ابْن مفرغ

الصفحة 45