كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

: وَسُميَّة: أم زِيَاد وَجعلهَا خنزيرة. فطيف بِهِ فِي أَزِقَّة الْبَصْرَة وَجعل النَّاس يَقُولُونَ: أَيْن جيست أَي: مَا هَذَا وَهُوَ يَقُول:)
آب است نَبِيذ است عصارات زبيب است سميَّة روسبيد است وَهَذِه كَلِمَات بِالْفَارِسِيَّةِ أَي: هَذَا الَّذِي تَرَوْنَهُ إِنَّمَا هُوَ نبيذٌ وعصارة زبيب وَسُميَّة الْبَغي.
يَعْنِي بهَا الخنزيرة. فَلَمَّا ألح عَلَيْهِ مَا يخرج مِنْهُ قيل لِعبيد الله: إِنَّه يَمُوت فَأمر بِهِ فَأنْزل واغتسل فَلَمَّا خرج من المَاء قَالَ:
(يغسل المَاء مَا فعلت وَقَوْلِي ... راسخٌ مِنْك فِي الْعِظَام البوالي)
ثمَّ دس عَلَيْهِ غرماءه يستعدون عَلَيْهِ فَأمر بِبيع مَا وجد لَهُ فِي إِعْطَاء غُرَمَائه فَكَانَ فِيمَا بيع لَهُ غُلَام يُقَال لَهُ برد وَكَانَ يعدل عِنْده وَلَده وجاريةٌ يُقَال لَهَا الأراكة. ففيهما يَقُول:
(يَا برد مَا مسنا دهرٌ أضرّ بِنَا ... من قبل هَذَا وَلَا بعنا لَهُ ولدا)
(أما الْأَرَاك فَكَانَت من محارمنا ... عَيْشًا لذيذاً وَكَانَت جنَّة رغدا)
...

الصفحة 46