كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

من بني راسب بريداً إِلَى عباد وَأمره أَن يبْدَأ بِالْحَبْسِ فَيخرج ابْن مفرغ مِنْهُ قبل أَن يعلم عبادٌ فيغتاله. فَفعل ذَلِك فَلَمَّا خرج من الْحَبْس قربت بغلةٌ من بغال الْبَرِيد فركبها وَقَالَ: عدس مَا لعبادٍ عَلَيْك إمارةٌ الأبيات وَتَمام الْقِصَّة هُنَاكَ. فَقَوله: عدس هُوَ زجرٌ للبغل أَي: إِنَّه زجرٌ لَهُ ليسرع. قَالَه الْجَوْهَرِي وَأنْشد هَذَا الْبَيْت. وَرُبمَا سموا الْبَغْل عدس بزجره. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا حملت بزتي على عدس ... فَمَا أُبَالِي من غزا وَمن جلس)
وَقَالَ الجاحظ: زعم أناسٌ أَن عدس اسْم لكل بغلة وذهبوا إِلَى قَول الشَّاعِر:
(إِذا حملت بزتي على عدس ... على الَّتِي بَين الْحمار وَالْفرس)
فَمَا أُبَالِي من غزا وَمن جلس وَرُوِيَ عَن الْخَلِيل أَن عدس كَانَ رجلا عنيفاً بالبغال أَيَّام سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذا قيل لَهَا ذَلِك إنزجرت وأسرعت. وَهَذَا لَا يعرف فِي اللُّغَة. وَزعم ابْن قُتَيْبَة أَن الَّذِي رَكبه ابْن مفرغ فرس. قَالَ: فَبعث على الْبَرِيد من أطلقهُ فَبَدَأَ بِالْحَبْسِ فَأخْرجهُ فَلَمَّا قرب إِلَيْهِ فرسه قَالَ: عدس مَا لعباد الْبَيْت.
وَهَذَا وهمٌ وَيدل لما قُلْنَا قَوْله: فِيمَا بغلة شماء ... ... ... ... ... . . الْبَيْت

الصفحة 48