كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

وَأَن عدس خاصٌّ بزجر البغال. وَقَالَ بَعضهم: إِن عدس إسم بغلته. وَهَذَا غير صَحِيح أَيْضا لِأَنَّهَا لم تكن لَهُ وَإِنَّمَا هِيَ من بغال الْبَرِيد. وَقَوله: مَا لعبادٍ إِلَخ مَا نَافِيَة وَاللَّام مُتَعَلق بِمَحْذُوف وَعَلَيْك مُتَعَلق بالظرف وإمارة إِمَّا فَاعل لقَوْله لعباد وَإِمَّا مُبْتَدأ وَخَبره لعباد. وَجُمْلَة: أمنت مستأنفة بَيَانا للجملة المنفية. وَجُمْلَة: وَهَذَا تحملين طليق حالٌ من فَاعل أمنت أَي: أمنت فِي حَال كَون محمولك طليقاً. والطليق: الَّذِي أطلق من الإسار أَي: أمنت من حكم عباد. وَإِذا لم يكن لَهُ حكم على البغلة فَلِأَن لَا يكون عَلَيْهِ حكمٌ أولى. وَقَوله: وَهَذَا تحملين يَعْنِي بِالْإِشَارَةِ نَفسه. وَمن الْعجب قَول الْعَيْنِيّ هُنَا: إِن عدس منادى بِحرف نِدَاء مَحْذُوف وَبني على السّكُون لِأَنَّهُ فِي الأَصْل حِكَايَة صَوت. إِلَى أَن قَالَ: وإمارة مُبْتَدأ. وَعباد هُوَ أَخُو عبيد الله بن زِيَاد الَّذِي قَاتل الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما فِي كربلاء. وزيادٌ يُقَال لَهُ زِيَاد بن سميَّة وَهِي أمه بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم وَتَشْديد الْيَاء وَيُقَال لَهُ زِيَاد بن عبيد بِالتَّصْغِيرِ وَهُوَ أَبوهُ. وَيُقَال)
لَهُ أَيْضا زِيَاد بن أَبِيه أَي: ابْن أبي مُعَاوِيَة لِأَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان جعله أَخا لنَفسِهِ واستلحقه بِأَبِيهِ. وَبَيَان ذَلِك كَمَا ذكره الْملك إِسْمَاعِيل الأيوبي صَاحب حماة فِي كِتَابه أَخْبَار الْبشر: أَنه لما دخلت سنة أَربع وَأَرْبَعين من الْهِجْرَة استلحق مُعَاوِيَة زِيَاد بن سميَّة وَكَانَت سميَّة جَارِيَة لِلْحَارِثِ بن كلدة الثَّقَفِيّ فَزَوجهَا بعبدٍ لَهُ رومي يُقَال لَهُ عبيد فَولدت سميَّة زياداً على فرَاشه فَهُوَ ولد عبيدٍ شرعا. وَكَانَ أَبُو سُفْيَان قد سَار فِي الْجَاهِلِيَّة إِلَى الطَّائِف فَنزل على إنسانٍ يَبِيع الْخمر يُقَال لَهُ أَبُو مَرْيَم أسلم بعد ذَلِك وَكَانَت لَهُ صُحْبَة فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان: قد

الصفحة 49