كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

المُرَاد: الزم جمالك الَّذِي عرف مِنْك وعهد فِيمَا تدفع إِلَيْهِ وتمتحن بِهِ أَي: صبرك المألوف الْمَشْهُور. وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى: تصبر وَافْعل مَا يكون حسنا بك. والمصادر يُؤمر بهَا توسعاً مُضَافَة ومفردة. وَهَذَا الْكَلَام بعثٌ على مُلَازمَة الْحسنى وتحضيض ووعد النجاح فِي العقبى وتقريب. وَقَوله: نهيتك عَن طلابك إِلَخ قَالَ الإِمَام المرزوقي: يذكر قلبه بِمَا كَانَ من وعظه لَهُ فِي ابْتِدَاء الْأَمر وزجره من قبل استحكام الْحبّ فَيَقُول: دفعتك عَن طلب هَذِه الْمَرْأَة بعاقبة أَي: بآخر مَا وصيتك بِهِ.
هَذَا كَمَا تَقول لمن تعتب عَلَيْهِ فِيمَا لم يقبله: كَانَ آخر كَلَامي مَعَك تحذيرك مَا تقاسيه السَّاعَة وَلست تُرِيدُ أَن تِلْكَ الوصاة كَانَت مؤخرة عَن غَيرهَا ومردفة سواهَا مِمَّا هُوَ أهم مِنْهَا وَلكنه تنبه على أَن الْكَلَام كَانَ مَقْصُورا عَلَيْهَا أَولا وآخراً. وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى: نهيتك عَن طلبَهَا بِذكر مَا يُفْضِي أَمرك إِلَيْهِ وتدور عاقبتك عَلَيْهِ وَأَنت بعد سليم تقدر على التملس مِنْهَا وتملك أَمرك وشأنك فِي حبها. وَكَأَنَّهُ كَانَ رأى لتِلْك الْحَالة عواقب مذمومة تحصل كل وَاحِدَة على طَرِيق الْبَدَل من صاحبتها وَكَانَ ذكرهَا كلهَا فَلذَلِك نكر الْعَاقِبَة. وَيجوز أَن يُرِيد: نهيتك بعقب مَا طلبتها أَي: كَمَا طلبتها زجرتك عَن

الصفحة 548