كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)
قريب لِأَن مبادئ الْأُمُور تكون ضَعِيفَة فيسهل فِيهَا كثير مِمَّا يصعب من بعد وَهَذَا أقرب الْوُجُوه فِي نَفسِي. وَالْعرب تَقول: تغير فلانٌ بعاقبة أَي: عَن قريب بعقب مَا عهد عَلَيْهِ قبل. انْتهى.
فَظهر من هَذَا أَن عَاقِبَة بِالْقَافِ وَالْمُوَحَّدَة.
وَكَذَا هِيَ فِي رِوَايَة أبي بكر الْقَارِي شَارِح أشعار الهذليين قبل الإِمَام المرزوقي وَهِي عِنْدِي بِخَطِّهِ وَعَلَيْهَا خطوط عُلَمَاء الْعَرَبيَّة. مِنْهُم أَحْمد بن فَارس صَاحب الْمُجْمل فِي اللُّغَة وفسرها)
الْقَارِي بقوله: آخر الشَّأْن. وَالْبَاء على الْمعَانِي الثَّلَاثَة مُتَعَلقَة بنهيتك. وَحَملَة وَأَنت صَحِيح حَال من الْكَاف فِي نهيتك. وصحفها الدماميني فِي الْحَاشِيَة الْهِنْدِيَّة على الْمُغنِي بِالْفَاءِ والمثناة التَّحْتِيَّة فَجعل الْبَاء مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف على أَنه حَال من إِحْدَى الكافين كالجملة الاسمية وَجوز أَيْضا أَن تكون الْبَاء مُتَعَلقَة بنهيتك وَقَالَ: أَي: نهيتك عَن حَال عَاقِبَة. والاسمية حَال من التَّاء. أَقُول: لَا يَصح كَونهَا حَالا من التَّاء لِأَنَّهَا صفة للمخاطب لَا للمتكلم. فَتَأمل. وَقَوله: وَقلت تجنبن إِلَخ قَالَ الإِمَام المرزوقي: رُوِيَ لنا عَن
الصفحة 549
568