كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

الثَّالِث: أَنه كَانَ لقب بصغره بحيدرة لِأَن الحيدرة الممتلئ لَحْمًا مَعَ عظم بطن وَكَذَلِكَ كَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَلذَلِك قَالَ بعض اللُّصُوص حِين فر من سجنه الَّذِي كَانَ يُسمى نَافِعًا وَقيل فِيهِ بِالْيَاءِ أَيْضا:
(وَلَو أَنِّي مكثت لَهُم قَلِيلا ... لجروني إِلَى شيخٍ بطين)
انْتهى. فعلى الْقَوْلَيْنِ الْأَوَّلين يكون من التَّعْبِير بالمترادف. قَالَ ابْن السَّيِّد البطليوسي فِي شرح أدب الْكتاب: أَرَادَ أَنا الَّذِي سمتني أُمِّي أسداً فَلم يُمكنهُ ذكر الْأسد من أجل القافية فَذكر حيدرة لِأَنَّهُ اسمٌ من أَسْمَائِهِ. وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِك لِأَن أمه لم تسمه حيدرة وَإِنَّمَا سمته أسداً. انْتهى. وَالْبَيْت من رجزٍ لعَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ يَوْم خَيْبَر. رُوِيَ أَن مرْحَبًا الْيَهُودِيّ خرج يَوْم خَيْبَر وَهُوَ يخْطر وَعَلِيهِ مغفرٌ يماني وحجرٌ قد ثقبه مثل الْبَيْضَة على رَأسه وَهُوَ يرتجز وَيَقُول:
(قد علمت خَيْبَر أَنِّي مرحب ... شاكي السِّلَاح بطلٌ مجرب)
إِذا الليوث أَقبلت تلهب فبرز لَهُ عليٌ عَلَيْهِ السَّلَام وَعَلِيهِ جبةٌ حَمْرَاء قد أخرج خملها وَهُوَ يَقُول:
(أَنا الَّذِي سمتن أُمِّي حيدره ... ضرغام آجامٍ وليثٌ قسوره)
...

الصفحة 65