كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 6)

وَأَبُو بكر هَذَا كَانَ فَقِيها حنفياً أديباً شَاعِرًا نَالَ من إِمَام الْيمن المظفر حظوة حَتَّى اخْتصَّ بِهِ ثمَّ طرده لإدلال تكَرر مِنْهُ من تعز إِلَى زبيد فَمَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبعٍ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة. وَكَانَ أهل زبيد ينسبونه إِلَى سَرقَة الشّعْر وَيَقُولُونَ: إِذا حُوسِبَ الشُّعَرَاء يَوْم الْقِيَامَة يُؤْتى بِابْن دعاس فَيَقُول: هَذَا الْبَيْت لفلانٍ وَهَذَا المصراع لفُلَان وَهَذَا الْمَعْنى لفُلَان. فَيخرج بَرِيئًا. كَذَا فِي مُعْجم النَّحْوِيين للسيوطي. وَأما أَبُو مُحَمَّد ابْن بري فَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن بري بن عبد الْجَبَّار الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ كَانَ قيمًا بهما وبالشواهد ثِقَة. قَرَأَ عَلَيْهِ الْجُزُولِيّ. وصنف الرَّد على ابْن الخشاب فِي رده على الحريري فِي مقاماته وَكتاب الرَّد على درة الغواص للحريري وحواشي على صِحَاح الْجَوْهَرِي. قَالَ الصَّفَدِي: لم يكملها بل وصل إِلَى وقش وَهُوَ ربع الْكتاب فأكملها الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البسطي. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت السَّابِعَة وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة. وأقرأ كتاب سِيبَوَيْهٍ وتصدر بِجَامِع عَمْرو.
وَكَانَ مَعَ غزارة علمه ودقة فهمه ذَا غفلةٍ وبلاهة تحكى عَنهُ حكاياتٌ عَجِيبَة. كَذَا فِي مُعْجم النَّحْوِيين للسيوطي.

الصفحة 76