كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 7)

ثمَّ ذكر بعض مَا أوردهُ فِي التَّذْكِرَة.
وَالْبَيْت من معلقَة زُهَيْر بن أبي سلمى وَلَا بُد من إِيرَاد شَيْء مِمَّا قبله ليتضح مَعْنَاهُ وَهَذِه أَبْيَات مِمَّا قبله وَمِمَّا بعده:
(لعمري لنعم الْحَيّ جر عَلَيْهِم ... بِمَا لَا يُؤْتِيهم حُصَيْن بن ضَمْضَم)
(وَقَالَ: سأقضي حَاجَتي ثمَّ أتقي ... عدوي بألفٍ من ورائي ملجم)
(فَشد وَلم تفزع بيوتٌ كثيرةٌ ... لَدَى حَيْثُ أَلْقَت رَحلهَا أم قشعم)
(لَدَى أسدٍ شاكي السِّلَاح مقذفٍ ... لَهُ لبدٌ أَظْفَاره لم تقلم)
(جريءٍ مَتى يظلم يُعَاقب بظلمه ... سَرِيعا وَإِلَّا يبد بالظلم يظلم)
أَرَادَ بالحي حَيّ مرّة من بني ذبيان. وجر: فعل مَاض من الجريرة وَهِي الْجِنَايَة. ويواتيهم: يوافقهم. وحصين بن ضَمْضَم: هُوَ ابْن عَم النَّابِغَة الذبياني وَكَانَت جِنَايَته أَنه لما اصطلحت قَبيلَة ذبيان مَعَ قَبيلَة عبس امْتنع حصينٌ هَذَا من الصُّلْح واستتر من القبيلتين لِأَن ورد بن حَابِس الْعَبْسِي كَانَ قتل هرم بن ضَمْضَم وَهُوَ أَخُو حُصَيْن فَحلف حصينٌ لَا يغسل رَأسه حَتَّى يقتل وردا أَو رجلا مِنْهُم.
ثمَّ أقبل رجلٌ من بني عبس فَنزل بحصين بن ضَمْضَم فَلَمَّا علم أَنه عبسي قَتله فكاد الصُّلْح ينْتَقض فسعى بِالصُّلْحِ وَتحمل الدِّيَة الْحَارِث بن عَوْف وهرم بن سِنَان المريين. وَلِهَذَا مدحهم زُهَيْر بقوله: لنعم الْحَيّ.
وَقد تقدم الْكَلَام على هَذِه القصيدة وعَلى سَببهَا مفصلا فِي

الصفحة 13