كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 7)
وَقَوله: فَشد إِلَخ أَي: حمل حصينٌ على ذَلِك الرجل الْعَبْسِي فَقتله وَلم تفزع بيُوت كَثِيرَة أَي: لم يعلم أَكثر قومه بِفِعْلِهِ وَأَرَادَ بِالْبُيُوتِ أَحيَاء وقبائل. يَقُول: لَو علمُوا بِفِعْلِهِ لفزعوا أَي: لأغاثوا الرجل الْعَبْسِي وَلم يدعوا حصيناً يقْتله. وَإِنَّمَا أَرَادَ زُهَيْر بقوله هَذَا أَن لَا يفسدوا صلحهم بِفِعْلِهِ.
وَقَوله: حَيْثُ أَلْقَت رَحلهَا أَي: حَيْثُ كَانَ شدَّة الْأَمر يَعْنِي مَوضِع الْحَرْب. وَأم قشعم: كنية الْحَرْب وَيُقَال: كنية الْمنية.
وَالْمعْنَى: أَن حصيناً شدّ على الرجل الْعَبْسِي فَقتله بعد الصُّلْح وَحين حطمت رَحلهَا الرحب وَوضعت أَوزَارهَا وسكنت. وَيُقَال: هُوَ دُعَاء على حُصَيْن أَي: عدا على الرجل الْعَبْسِي بعد الصُّلْح وَخَالف الْجَمَاعَة فصيره الله إِلَى هَذِه الشدَّة وَيكون معنى أَلْقَت رَحلهَا على هَذَا: ثبتَتْ وتمكنت.
هَذَا كَلَام الأعلم فِي شرح الْأَشْعَار السِّتَّة. وتفزع على رِوَايَته بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل.
وَقَالَ التبريزي فِي شرح الْمُعَلقَة: مَعْنَاهُ شدّ على عدوه وَحده فَقتله وَلم تفزع الْعَامَّة بِطَلَب وَاحِد)
وَإِنَّمَا قصد الثأر أَي: لم يستعن على قَتله بِأحد.
وَنقل صعوداء فِي شرح ديوَان زُهَيْر عَن قوم: أَن أم قشعم على هَذِه الرِّوَايَة هِيَ أم حُصَيْن أَي: فَلم تفزع الْبيُوت الَّتِي بِحَضْرَة بَيت أمه لِأَنَّهُ أَخذ ثَأْره. ف لَدَى على قَول الأعلم ظرف مُتَعَلق بشد وعَلى
الصفحة 15
599