كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 7)

بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مَيْمُون فِي مُنْتَهى الطّلب من أشعار الْعَرَب ذكر فِيهَا يَوْم بُعَاث وَكَانَ قبل الْإِسْلَام بقريب.
ومطلعها:
(ديار الَّتِي كَادَت وَنحن على منى ... تحل بِنَا لَوْلَا نجاء الركائب)
(تبدت لنا كَالشَّمْسِ تَحت غمامةٍ ... بدا حاجبٌ مِنْهَا وضنت بحاجب)
إِلَى أَن قَالَ:
(إِذْ مَا فَرَرْنَا كَانَ أسوا فرارنا ... صدود الخدود وازورار المناكب)
(صدود الخدود والقنا متشاجرٌ ... وَلَا تَبْرَح الْأَقْدَام عِنْد التضارب)
إِذا قصرت أسيافنا كَانَ وَصلهَا ... ... ... . . الْبَيْت
قَالَ ابْن السَّيِّد: وَرُوِيَ: إِلَى أَعْدَائِنَا للتقارب فَلَا شَاهد فِيهِ. وَرُوِيَ أَيْضا: وَإِن قصرت أسيافنا فنضارب بِالرَّفْع على الإقواء. وأسوا أَصله مَهْمُوز فأبدل الْهمزَة ألفا بِمَعْنى أقبح.
يَقُول: لَا نفر فِي الْحر بأبداً وَإِنَّمَا نصد بوجوهنا ونميل مناكبنا عِنْد اشتجار القنا أَي: تدَاخل بَعْضهَا فِي بعض. وَهَذَا لَا يُسمى فِرَارًا وَإِنَّمَا يُسمى اتقاءً. وَهَذَا ممدوحٌ فِي الشجعان أَي: فَإِن كَانَ يَقع منا فرارٌ فِي الْحَرْب فَهُوَ هَذَا لَا غير.
وَأما الَّذِي رويه مَرْفُوع فقد وَقع فِي شعرين أَحدهمَا فِي قصيدة للأخنس بن شهَاب التغلبي أَولهَا: ...

الصفحة 27