كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 7)

وَأنْشد بعده الطَّوِيل
لَدَى حَيْثُ أَلْقَت رَحلهَا أم قشعم هَذَا صدر وعجزه: فَشد وَلم تفرغ بيوتٌ كثيرةٌ على أَن حَيْثُ المضافة إِلَى الْجُمْلَة والمفرد قد تفارق الظَّرْفِيَّة فتجر كَمَا فِي الْبَيْت فَإِنَّهَا فِي مَوضِع جر بِإِضَافَة لَدَى إِلَيْهَا وَقد تنصب على المفعولية كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسالاته. وَقد تنصب على التَّمْيِيز كَمَا فِي: هِيَ أحسن النَّاس حَيْثُ نظر ناظرٌ يَعْنِي وَجها.
قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: وَالْغَالِب كَونهَا فِي مَحل نصب على الظَّرْفِيَّة أَو خفض بِمن وَقد تخْفض بغَيْرهَا كَقَوْلِه: لَدَى حَيْثُ أَلْقَت رَحلهَا أم قشعم وَقد تقع مَفْعُولا بِهِ وفَاقا للفارسي وَحمل عَلَيْهِ: الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسالاته إِذْ الْمَعْنى أَنه تَعَالَى يعلم نفس الْمَكَان الْمُسْتَحق لوضع الرسَالَة فِيهِ لَا شَيْئا فِي الْمَكَان. وناصبها يعلم محذوفاً مدلولاً عَلَيْهِ بِأَعْلَم لَا بِأَعْلَم نَفسه لِأَن أفعل التَّفْضِيل لَا ينصب الْمَفْعُول بِهِ. فَإِن أولته بعالم جَازَ
(إِن حَيْثُ اسْتَقر من أَنْت راعي ... هـ حمى فِيهِ عزةٌ وأمان)

الصفحة 8