كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 9)

وَقَوله: أَلا إِن عينا لم تَجِد ... إِلَخ افْتتح كَلَامه بِحرف التَّنْبِيه ثمَّ أَخذ يعظم أَمر الفجيعة وَيبين موقعها من النُّفُوس وتأثيرها فِي الْقُلُوب فَقَالَ: إِن عينا لم تَجِد بدمعها عَلَيْك يَوْم وَاسِط لشديدة الْبُخْل بِمَا فِي شؤونها من المَاء.
قَالَ الجواليقي فِي شرح أدب الْكَاتِب: لم تَجِد: لم تسمح بالبكاء.
وجمود: قَليلَة الدمع يُقَال: عين جامدة وجمود. وَسنة جماد: قَليلَة الْقطر.
وَقَوله: عَشِيَّة قَامَ النائحات ... إِلَخ عَشِيَّة بدل من يَوْم وَاسِط.
قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح أدب الْكَاتِب إِن قيل: كَيفَ جَازَ أَن يعْمل فِيهِ لم يجد وَقد حَال الْخَبَر وَهُوَ الجمود بَين الْعَامِل والمعمول.
وَلَو قلت: إِن الضَّارِب أَخُوك زيدا أَو إِن خَارِجا غير مُصِيب يَوْم الْجُمُعَة لم يجز وَإِنَّمَا يجب فيهمَا تَقْدِيم الْمَعْمُول على الْخَبَر قلت: إِن العشية لما كَانَت بَدَلا من يَوْم والمبدل يقدر من جملَة)
أُخْرَى وَيقدر مَعَه إِعَادَة الْعَامِل جَازَ ذَلِك.
وَقد أجَاز النحويون تَأَخّر الصّفة بعد الْخَبَر فِي نَحْو: إِن زيدا خَارج الْكَرِيم وَالصّفة أَشد اتِّصَالًا بالموصوف من الْبَدَل. وأجازوا ذَلِك فِي الْمَعْطُوف نَحْو: إِن زيدا خَارج وعمراً وَعَمْرو: على اللَّفْظ وعَلى الْموضع. وَإِذا جَازَ فِي الصّفة كَانَ فِي الْبَدَل أجوز.
وَقَوله: قَامَ النائحات أَي: تهيأن للنوح. والمأتم: النِّسَاء

الصفحة 543