كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 9)

يتَقَدَّم الْمَعْلُول على علته.
وَإِذا كَانَ الْأَمر كَذَلِك فَالْكَلَام مَحْمُول على مَعْنَاهُ دون لَفظه. أَلا ترى أَن مَعْنَاهُ إِن أمسيت هَكَذَا فتسل عَنهُ بِذكر مَا مضى أَي: فَلْيَكُن هَذَا بِإِزَاءِ ذَلِك. انْتهى.
وَهَذَا الْبَيْت من الِاسْتِدْرَاك وَهُوَ من محَاسِن الشّعْر. والاستدراك: أَن يَأْخُذ الشَّاعِر فِي معنى وَأَبُو عَطاء السندي قيل اسْمه مَرْزُوق وَهُوَ قَول ابْن قُتَيْبَة. وَقَالَ أَبُو
عبيد الْبكْرِيّ فِي شرح)
أمالي القالي: هُوَ أَفْلح بن يسَار مولى لبني أَسد. وَكَانَ يسَار سندياً أعجمياً لَا يفصح وَأَبُو عَطاء ابْنه عبد أسود لَا يكَاد يفصح أَيْضا جمع بَين لثغة ولكنة وَهُوَ مَعَ ذَلِك من أحسن النَّاس بديهة وأشدهم عارضة وتقدماً.
وَهُوَ شَاعِر فَحل فِي طبقته أدْرك الدولتين. وَكَانَ من شعراء بني أُميَّة وشيعتهم وهجا بني هَاشم وَمَات عقب أَيَّام الْمَنْصُور.
وَدخل يَوْمًا على الْمَنْصُور وَهُوَ يسحب الوشي والخز فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور: أَنى لَك هَذَا يَا أَبَا عَطاء فَقَالَ: كنت ألبس هَذَا فِي الزَّمن الصَّالح. ثمَّ ولى ذَاهِبًا فاستخفى فَمَا ظهر حَتَّى مَاتَ الْمَنْصُور.
فمما قَالَ فِي بني هَاشم: الطَّوِيل
(بني هَاشم عودوا إِلَى نخلاتكم ... فقد قَامَ سعر التَّمْر صَاع بدرهم)
(فَإِن قُلْتُمْ رَهْط النَّبِي صَدقْتُمْ ... فهذي النَّصَارَى رَهْط عِيسَى بن مَرْيَم)
انْتهى.

الصفحة 545