كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 9)

ومضيه وإعمالها محذوفة بعد الْفَاء كثيرا وَبعد الْوَاو أَكثر وَبعد بل قَلِيلا وبدونهن أقل.
وبأنها زَائِدَة فِي الْإِعْرَاب دون الْمَعْنى فَمحل مجرورها فِي نَحْو: رب رجل صَالح عِنْدِي رفع على الِابْتِدَاء. وَفِي نَحْو: رب رجل صَالح لقِيت نصب على المفعولية. وَنَحْو: رب رجل صَالح لَقيته رفع أَو نصب كَمَا فِي زيدا لَقيته.
وَيجوز مُرَاعَاة مَحَله كثيرا وَإِن لم يجز نَحْو: مَرَرْت بزيد وعمراً إِلَّا قَلِيلا. قَالَ: الطَّوِيل
(
وَسن كسنيق سناء وسنماً ... ذعرت بمدلاج الهجير نهوض)
فعطف سنماً على مَحل سنّ. وَالْمعْنَى: ذعرت بِهَذَا الْفرس ثوراً وبقرة عَظِيمَة. وسنيق: جبل بِعَيْنِه. وسناء: ارتفاعاً. وَزعم الزّجاج وموافقوه أَن مجرورها لَا يكون إِلَّا فِي مَحل نصب.
وَالصَّوَاب مَا قدمْنَاهُ. انْتهى.
وَقَوله: بِوُجُوب تصدرها أَي: فِي جُمْلَتهَا وَإِن كَانَت مَبْنِيَّة على مَا قبلهَا. أَلا ترى أَن مَا حرف نفي لَهُ صدر الْكَلَام وَأَنه يَصح: إِن زيدا مَا قَامَ. وَكَذَلِكَ رب تقع جُمْلَتهَا خَبرا لإن نَحْو: الطَّوِيل
(أماوي إِنِّي رب وَاحِد أمه ... أخذت فَلَا قتل لدي وَلَا أسر)
وخبراً لِأَن المخففة كَقَوْلِه: الطَّوِيل
(تيقنت أَن رب امْرِئ خيل خائناً ... أَمِين وخوان يخال أَمينا)
وجواباً للواو. هُوَ غَرِيب كَقَوْلِه:

الصفحة 567