كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 9)

بن ظَالِم المري لما قتل خَالِد بن جَعْفَر بن كلاب العامري وَهُوَ نَازل عِنْد النُّعْمَان بن الْمُنْذر سَأَلَ الْأسود بن الْمُنْذر عَن أَمر يبلغ من الْحَارِث فَقَالَ عُرْوَة بن عتبَة: إِن لَهُ جارات وَلَا أَرَاك تنَال مِنْهُ شَيْئا هُوَ أغْلظ عَلَيْهِ)
من أخذهن وَأخذ أموالهن. فَفعل فَبلغ ذَلِك الْحَارِث بن ظَالِم فَخرج من الْحَيَّيْنِ فَدخل فِي غمار النَّاس حَتَّى عرف مَوضِع جاراته ومرعى إبلهن فجمعهن مَعَ أموالهن وَسَار مَعَهُنَّ حَتَّى استقذهن.
-
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَلحق بِبِلَاد قومه مستخفياً وَكَانَت أُخْته سلمى بنت ظَالِم عِنْد سِنَان بن أبي حَارِثَة المري وَكَانَ الْأسود بن الْمُنْذر دفع إِلَيْهَا ابْنه شُرَحْبِيل تكفله وَكَانَت بنت كثير بن ربيعَة من بني غنم بن دودان امْرَأَة سِنَان ترْضِعه وَهِي أم هرم.
فجَاء الْحَارِث بن ظَالِم وَكَانَ قد اندس بِلَاد غطفان فاستعار سرج سِنَان وَلَا يعلم سِنَان وهم نزُول بالشربة فَأتى أُخْته سلمى فَقَالَ: يَقُول لَك بعلك: ابعثي بِابْن الْملك مَعَ الْحَارِث حَتَّى أستأمن لَهُ مِنْهُ وَهَذَا سَرْجه آيَة إِلَيْك.
فزينته ثمَّ دَفعته إِلَى الْحَارِث فَأتى بالغلام نَاحيَة من الشربة فَقتله وهرب فغزا الْأسود بني ذبيان وَبني أَسد إِذْ نقضوا الْعَهْد بشط أريك.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هما أريكان: الْأسود والأبيض وَلَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا كَانَت الْوَقْعَة.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِن سلمى امْرَأَة سِنَان الَّتِي أَخذ الْحَارِث شُرَحْبِيل من عِنْدهَا من بني أَسد فَقتل فيهم قتلا ذريعاً وسبى لدفع الأَسدِية ابْنه إِلَى الْحَارِث. وَفِي ذَلِك يَقُول الْأَعْشَى يمدح الْأسود: ...

الصفحة 574