كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 9)

يزِيد بن الْمُهلب وَكَانَ يوليه أعمالاً من أَعمال الثغور فيحمد فِيهَا مَكَانَهُ لكفايته وشجاعته.
وَكَانَ ولي عملا من أَعمال خُرَاسَان فَلَمَّا صعد الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة رام الْكَلَام فَتعذر عَلَيْهِ وَحصر فَقَالَ: سَيجْعَلُ الله بعد عسر يسرا وَبعد عي بَيَانا وَأَنْتُم إِلَى أَمِير فعال أحْوج مِنْكُم إِلَى أَمِير قَوَّال.
(وَإِلَّا أكن فِيكُم خَطِيبًا فإنني ... بسيفي إِذا جد الوغى لخطيب)
فبلغت كَلِمَاته خَالِد بن صَفْوَان وَقيل الْأَحْنَف بن قيس فَقَالَ: وَالله مَا علا الْمُنِير أَخطب مِنْهُ فِي كَلِمَاته هَذِه وَلَو أَن كلَاما استخفني فَأَخْرجنِي من بلادي إِلَى قَائِله اسْتِحْسَانًا لَهُ لأخرجتني وَرُوِيَ عَن دعبل بن عَليّ قَالَ: كَانَ يزِيد بن الْمُهلب تقدم إِلَى ثَابت قطنة أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة فَلَمَّا صعد الْمِنْبَر وَلم يطق الْكَلَام قَالَ حَاجِب الملقب بالفيل ابْن ذبيان الْمَازِني:

الصفحة 579