كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (اسم الجزء: 9)

تَعَالَى: وَلَا تتبدلوا الْخَبيث بالطيب بِمَعْنى الِاسْتِبْدَال كالتعجل والتأخر بِمَعْنى الاستعجال والاستئخار.
وَقَوله: فأضحت مغانيها أَي: صَارَت والمغاني: جمع مغنى وَهُوَ الْمقَام من غَنِي بِالْمَكَانِ كرضي: إِذا أَقَامَ فَهُوَ غان. والقفار: جمع قفر.
فِي الْمِصْبَاح: القفر: الْمَفَازَة لَا مَاء فِيهَا وَلَا نَبَات. وَدَار قفر: خَالِيَة من أَهلهَا. والرسم: الْأَثر.
ورسومها: فَاعل قفار.
والمروي فِي ديوانه كَذَا: فأضحت مباديها قفاراً بلادها قَالَ شَارِحه: مباديها: حَيْثُ تبدو فِي الرّبيع. والبلاد: جمع بَلْدَة وَهِي الْقطعَة من الأَرْض.
وَأهل الْمَكَان أهولاً من بَاب قعد: عمر بأَهْله فَهُوَ آهل وقرية آهلة. وأهلت بالشَّيْء: أنست بِهِ.
قَالَ شَارِح الدِّيوَان: توهل: تنزل. يُقَال: بلد مأهول: ذُو أهل.)
-
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي شرح المفضليات: أهل هَذَا الْمَكَان. وَسمعت يُقَال: مَكَان آهل أَي: ذُو أهل. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت ثمَّ قَالَ: وَبَنُو عَامر يَقُولُونَ: أهلت بِهِ آهل بِهِ أهولاً أَي: أنست بِهِ.
وَقَوله: كَأَن لم تحل الزرق هُوَ جمع أَزْرَق. قَالَ شَارِح الدِّيوَان: الزرق: أكثبة بالدهناء.
والمرط بِالْكَسْرِ: الْإِزَار. ونيره: علمه. والمرحل بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة: الْمُوشى على لون الرّحال.
وَقَوله: إِلَى ملعب الحواءين بِكَسْر الْمُهْملَة: أَبْيَات مجتمعة. يُرِيد: ملعباً بني الحواءين. ومنصف بِفَتْح الْمِيم وَالصَّاد يَقُول: هُوَ بَين الحواءين وسط. ومسهل: سهل قد انحدر عَن الغلظ.
وترجمه ذِي الرمة تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّامِن من أول الْكتاب.
وَأنْشد بعده: الْكَامِل.
(أزف الترحل غير أَن رِكَابنَا ... لما تزل برحالنا وَكَأن قد
)
على أَن الْفِعْل بعد قد مَحْذُوف اخْتِيَارا أَي: وَكَأن قد زَالَت. وأزف: دنا. والركاب: الْإِبِل.
وَلما: نَافِيَة جازمة وتزل: مجزوم وَأَصله تَزُول. والرحال: جمع رَحل وَهُوَ مَا يستصحبه الْإِنْسَان من الأثاث فِي السّفر. وَكَأن مُخَفّفَة.
وَتقدم شرح هَذَا الْبَيْت مفصلا فِي الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعِشْرين بعد الْخَمْسمِائَةِ.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)
(احفظ وديعتك الَّتِي استودعتها ... يَوْم الأعارب إِن وصلت وَإِن لم)
وعَلى أَن حذف مجزوم لم ضَرُورَة وَالْأَصْل: وَإِن لم تصل.
كَذَا قدره أَبُو حَيَّان فَيكون وصلت مثله بِالْبِنَاءِ للمعلوم.

الصفحة 8