كتاب من غاب عنه المطرب

في مجلس أبت راحه أن تصفو إلا أن تتناوله يمينك، وأقسم غناؤه لا طاب حتى تعيه أذناك. وعندنا خدود نارنجية قد احمرت خجلاً لإبطائك وعيون نرجسية قد حدقت تأملاً للقائك، وأحب أن تطير إلينا طيران السهم، أو تطلع علينا طلوع النجم.
وكتب مؤلف الكتاب إلى صديقين له:
عندي إنسان ولكنه ... أكبرُ لي من ألفِ إنسانِ
لقاؤه أشهى من البارد العذب إلى عطشانَ ظمآنِ
فاقتربا عندي أفديكما ... فأنتما راحي ورَيْحاني

فصل
غرر البلغاء
من أهل العصر في التأسف على الأيام السالفة
يا أسفاً على غفلات العيش، ولحظات الأنس، إذ ظهائرنا أشجار، وليالينا نهار، وسنوننا أيام، وأوقاتنا قصار، سقى الله أياماً كانت من غرر العمر ودرر الدهر، كيف أنسى تلك اللمعة من عمري، والصفوة من

الصفحة 72