كتاب من غاب عنه المطرب

براحٍ وريحانٍ وساقٍ مهفهفٍ ... ونغمةِ ألحانٍ ولطعةِ إخوانِ

فصل
الساقي
من أحسن ما قيل في وصفه قول البحتري يصف الشراب وهو في غاية الإطراب:
سقاني كأسَه شَزْراً ... وولّى وهْوَ غضبانُ
وفي القهوةِ أشكالٌ ... من الساقي وألوانُ
حبابٌ مثل ما يضحكُ عنه وهو جذلانُ
وسكرٌ مثل ما أسكر طرفٌ منهُ وسنانُ
وطعمُ الريقِ إذ جادَ به والصبُّ هيمانُ
لنا من كفه راحٌ ... ومن ريّاه رَيْحانُ
وأحسن منه قول ابن المعتز:
قد حثَّني بالكأس أوَّلَ فجرهِ ... ساقٍ علامةُ دِينهِ في خَصْرِهِ
فكأنَّ حمرةَ لونها في خدِّه ... وكأن طيبَ نسيمها من نشرِهِ

الصفحة 99