كتاب الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

وهذه شهادة للبابا شنودة الثالث (¬1) وهو يصف القرآن بقوله: " القرآن كتاب يجب أن يقرأ, فيه تكريم لنا, ليس له نظير" (¬2) (¬3).
ويقول الفيلسوف الفرنسي عبد الواحد يحيى (¬4): "أردت أن أعتصم بنص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلم أجد بعد دراسة عميقة سوى القرآن. فهو الكتاب الوحيد الذي لم ينله التحريف ولا التبديل" (¬5).
فهذه الشهادة تبين لأهل الكتاب أن من أراد أن يعتصم بنص لم يتغير فعليه بالقرآن الكريم.
وقالت المستشرقة بوتر (¬6): "عندما أكملت قراءة القرآن الكريم غمرني شعور بأن هذا هو الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها، وأنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية، أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع
¬_________
(¬1) اسمه الحقيقي البابا شنودة الثالث, بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, ولد في مصر عام (1947 م) حصل على شهادة البكالايوس في اللاهوت عام 1954 م, وقد تقلد منصب قس ثم قمصا ثم أسقفا عام 1962 م, وقد وقعت عليه القرعة الهيكلية في الانتخابات عام 1971 م لكرسي البابوية خلفاً للبابا كيرلس السادس, انظر: الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء, (ص: 168) , المؤلف: أحمد حامد, الناشر: مؤسسة دار الشعب القاهرة الإيداع (499/ 1991) , (1412 هـ).
(¬2) انظر: الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء, (ص: 168) مرجع سابق.
(¬3) هذه الشهادة وردت هكذا مع أن فيها شيئاً من الركاكة في التعبير, ولكنه يستدل بها كونها شهادة معاصرة.
(¬4) هو: رينيه جينو عالم فيلسوف وحكيم، درس الأديان عامة، ثم اعتنق الإسلام، فأحدث إسلامه ضجة كبرى في أوربا وأمريكا، وكان سبباً في دخول الكثيرين إلى الإسلام، ألف الكثير من الكتب منها (أزمة العالم الحديث) و (الشرق والغرب) و (الثقافة الإسلامية وأثرها في الغرب)، كما أصدر مجلة سماها (المعرفة) وقد ترجمت كتبه إلى كثير من اللغات الحية، وقد حرَّمت الكنيسة قراءة كتبه! ولكنها انتشرت في جميع أرجاء العالم، انظر: كتاب ربحت محمداً ولم أخسر المسيح، (ص: 54) مرجع سابق, الإسلام في قفص الاتهام, (ص: 16) المؤلف: الدكتور شوقي أبو خليل, الناشر: دار الفكر, الطبعة الخامسة عام: (1982 م 1402 هـ) في عام 1406 هـ 1986 م.
(¬5) الإسلام في قفص الاتهام, (ص: 16) مرجع سابق.
(¬6) ديبورا بوتر: ولدت عام 1954 بمدينة ترافيرز في ولاية متشيغان الأمريكية، وتخرجت من فرع الصحافة بجامعة متشيغان، اعتنقت الإسلام عام 1980، بعد زواجها من أحد الدعاة الإسلاميين العاملين في أمريكا, بعد اقتناع عميق بأنه ليس ثمة من دين غير الإسلام يمكن أن يستجيب لمطالب الإنسان, ذكرًا كان أم أنثى. انظر: كتاب قالوا عن الإسلام, (ص: 55) , المؤلف: عماد الدين خليل, الناشر: الندوة العالمية للشباب الإسلامي الرياض, الطبعة: الأولى, عام: 1412 هـ 1992 م.

الصفحة 186