كتاب الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

وبعد ذلك وجدت نسخة أخرى" في عام (1709 م) عثر عليها كريمر أحد مستشاري ملك روسيا وهي النسخة الوحيدة الموجودة اليوم من إنجيل برنابا, والتي استقرت عام (1738 م) في البلاط الملكي في فيينا، وتقع في 225 صحيفة سميكة مجلة (¬1) بصحيفتين ومكتوبة بالإيطالية. (¬2).
وهذه النسخة هي المتداولة في عصرنا الحديث, ولكنها قد حرفت بالنقصان والحذف, وكان هذا الإنجيل هو واحد من ضمن الأناجيل التي حذفها أهل الكتاب من كتبهم, وهذا هو ما حصل في مجمع نيقية قديماً عام: (325 م) حينما حذفوا عشرات الأناجيل دون أي مبرر يذكر, كما قال في ذلك العالم الألماني تولستوي في مقدمة إنجيله الخاص الذي وضع فيه ما يعتقد صحته: " لا ندري السر في اختيار الكنيسة هذا العدد من الكتب وتفضيلها إياه على غيره، واعتباره مقدساً منزلاً دون سواه مع كون جميع الأشخاص الذين كتبوها في نظرها رجال قديسون ... ويا ليت الكنيسة عند اختيارها لتلك الكتب أوضحت للناس هذا التفضيل ... إن الكنيسة أخطأت خطأ لا يغتفر في اختيارها بعض الكتب ورفضها الأخرى واجتهادها .. , وقد أمرت الكنيسة بحرق جميع هذه الأناجيل لما فيها من مخالفات للعقيدة الكنسية، وصدر قرار من الإمبراطور بقتل كل من عنده نسخة من هذه الكتب (¬3).
¬_________
(¬1) يقول الباحث خليل سعادة أنها مجلدة بصحيفتين عليهما نقوش ذهبية ... ويرى المحققون أن ناسخ هذه المخطوطة من أهالي البندقية في القرن 15 - 16 أوائل القرن السابع عشر، وأنه أخذها من نسخة توسكانية أو بلغة النبدقية، وتطرقت إليها اصطلاحات توسكانية. انظر: أرشيف ملتقى أهل الحديث (41/ 140).
(¬2) انظر: كتاب هل العهد الجديد كلمة الله, (ص: 89 - 91) مرجع سابق.
(¬3) انظر: كتاب هل العهد الجديد كلمة الله, (ص: 89 - 91) مرجع سابق. نقلاً عن كتاب: الاختلاف والاتفاق بين إنجيل برنابا والأناجيل الأربعة، (ص: 60 - 61) المؤلف: محمد عوض.

الصفحة 236