كتاب الخشوع في الصلاة - الصباغ

وقد ناقش الإمام النووي في كتاب «الأذكار» المفاضلة بين طول القيام وكثرة الركوع والسجود فذكر أن مذهب الشافعي ومن وافقه أن القيام أفضل لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ» (¬1) ومعناه القيام، ولأن ذكر القيام هو القرآن وذكر السجود هو التسبيح، والقرآن أفضل، فكان ما طوّل به أفضل. وذهب بعض العلماء إلى أن السجود أفضل لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ» (¬2) ثم نقل كلام الترمذي في هذا الموضوع. والأرجح أن القيام أفضل لأنه -صلى الله عليه وسلم-قال ذلك باللفظ الصيح عندما قال: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ» أما
¬__________
(¬1) صحيح مسلم برقم 756، ومسند أحمد 3/ 302، والنسائي 5/ 58، والترمذي برقم 387، وابن ماجة برقم 1421.
(¬2) الأذكار: للنووي ص46، تحقيق عبد القاد الأناؤوط.

الصفحة 98