كتاب الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

والتدبير: عِتق العبد عن دُبُر؛ وهو أن يقول له: أنت حرٌّ بعد موتي (¬1)، ويقال للعبد: مُدَبَّر.
ويقال: إن فلانًا لو استقبل في أمره ما استدبره لهُدي لوِجْهَةِ أمرِه؛ أي: لو علم في بَدْءِ أمرِه ما عَلِمَه في آخره لاسترشد لأمره (¬2).
ومما تقدم يُعْلَم أن أصل التدبُّر: التأمُّل والتفكُّر في أدبار الأمور وعواقبها؛ أي: فيما لا يظهر منها للمُتَأَمِّل بادئ ذي بَدْء (¬3).
ثم استُعمل في كل تَأَمُّل (¬4)، سواء كان نظرًا في حقيقة الشيء وأجزائه، أو سوابقه وأسبابه، أو لواحقه وأعقابه (¬5).

2 - التدبُّر بمعناه العام:
التدبر في الأمر: التفكر فيه (¬6)؛ أي: تحصيل المعرفتين لتحصيل معرفة ثالثة (¬7).
وهو بمعنى قول بعضهم: «إعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نُصبت له» (¬8)
¬_________
(¬1) ينظر: المفردات (مادة: دبر) ص: 165، التعريفات ص: 56، تاج العروس (فصل الدال من باب الراء) (مادة: دبر)، (11/ 265).
(¬2) ينظر: اللسان (4/ 273)، تاج العروس (11/ 266).
(¬3) ينظر: تفسير الرازي (10/ 196)، تفسير الخازن (1/ 563)، تفسير النيسابوري (2/ 456)، روح المعاني (5/ 92)، التحرير والتنوير لابن عاشور (5/ 137) (18/ 87).
(¬4) ينظر: تفسير الكشاف (1/ 546)، تفسير الخازن (1/ 563)، فتح القدير (1/ 781)، روح المعاني (5/ 92).
(¬5) ينظر: روح المعاني (5/ 92).
(¬6) ينظر: اللسان (4/ 273)، مختار الصحاح ص: 101.
(¬7) ينظر: تاج العروس (11/ 265).
(¬8) ينظر: التحرير والتنوير (18/ 87).

الصفحة 10