كتاب الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

صِدْق ما تضمنه من الإخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة.
ومن ذلك: كَشْف خبايا وخفايا المنافقين وإظهار ذلك، وهم يعلمون صِدْق ما أخبر به عنهم (¬1).
5. ما حواه من ألوان الأدلة والبراهين التي يخضع لها كل مُنْصِف مُريد للحق مُتجرد من الهوى (¬2).
6. فصاحته وإعجازه للإنس والجن، عربهم وعجمهم؛ وهذه سِمَة لا تُفارقه من أوله إلى آخره، فهو على كثرة سوره وآياته، وطول المدة التي نزل فيها، لا تجد فيه تفاوتًا ولا خللًا في موضع واحد، وهذا لا يتَأتَّى للبشر مهما بلغت فصاحتهم (¬3).
7. ما اشتمل عليه من أنواع الهدايات التي تشهد لصحتها العقول- فيما للعقل مجال لإدراكه- وتوافق الفطر السليمة، فهو يدعو إلى كل معروف وخير، وينهى عن كل منكر وشر؛ فلا تجد فيه ما يُجَافي الحقيقة والفضيلة، أو يأمر بارتكاب الشر والفساد، أو يصرف عن الأخلاق الفاضلة (¬4).

النوع الثاني: تدبره للوقوف على عظاته، والاعتبار بما فيه من القصص والأخبار، وتَعَقُّل أمثاله المضروبة، وما اشتمل عليه من الوعد والوعيد، والترغيب والترهيب؛ من أجل أن يرعوي العبد فيستدرك ما وقع له من تقصير، ويزداد من الإقبال والتشمير في طاعة الله تعالى (¬5).
¬_________
(¬1) ينظر: تفسير البغوي (1/ 566)، تفسير الرازي (10/ 196)، تفسير الخازن (1/ 564)، تفسير النيسابوري (2/ 455 - 456)، نظم الدرر للبقاعي (5/ 339 - 340)، تفسير الألوسي (5/ 92).
(¬2) ينظر: المحرر الوجيز (2/ 612).
(¬3) ينظر: تفسير الرازي (10/ 196)، تفسير الخازن (1/ 564)، تفسير النيسابوري (2/ 455 - 456)، نظم الدرر للبقاعي (5/ 340)، روح المعاني (5/ 92)، التحرير والتنوير (5/ 138)، (26/ 114).
(¬4) ينظر: التحرير والتنوير (1/ 223 - 224).
(¬5) ينظر: تفسير الطبري (21/ 215)، الوجيز للواحدي (1/ 278)، و (2/ 1004)، تفسيرالألوسي (26/ 74)، التحرير والتنوير (5/ 138).

الصفحة 30