كتاب الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

ويُقال: دَبَّر الأمر وتَدَبَّره؛ أي: نظر وتَفَكَّر في عاقِبَتِهِ (¬1).
ويُقال: اسْتَدْبَرَه؛ أي: رأى في عاقبته ما لم يره في صدره (¬2).
ويُقال: عرف الأمر تَدَبُّرًا؛ أي: بأَخَرَة.
ومنه قول جرير:
ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتّى يُصيبَكُم ... ولا تعرفونَ الأمرَ إلا تَدَبُّرَا (¬3)
قال أَكْثَمُ بنُ صَيفيٍّ لبنيه: «يا بَنِيَّ، لا تَتَدَبَّروا أعجاز أمور قد ولّت صُدُورُها» (¬4).
والتدبير في الأمر: أن تنظر إلى ما تؤول إليه عاقبته (¬5)، فهو بمعنى التفكير في دُبُر الأمور (¬6)، وذلك بأن يُدَبِّر الإنسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته (¬7).
ولذا قيل: هو النظر في العواقب بمعرفة الخير، أو إجراء الأمور على علم العواقب (¬8).
¬_________
(¬1) ينظر: معاني القرآن للزجاج (2/ 82)، الكشاف (1/ 284)، تفسير القرطبي (5/ 290)، تفسير الخازن (1/ 563)، نظم الدرر للبقاعي (5/ 340).
(¬2) ينظر: تاج العروس، (فصل الدال من باب الراء) (مادة: دبر)، (11/ 266).
(¬3) ديوان جرير ص: 479.
(¬4) ينظر: تفسير الرازي (10/ 196)، تفسير النيسابوري (2/ 455)، اللسان (4/ 273)، تاج العروس (11/ 265).
(¬5) ينظر: (اللسان 4/ 273) (مادة: دبر)، تاج العروس (11/ 265).
(¬6) ينظر: المفردات ص: 165.
(¬7) ينظر: فتح القدير (1/ 781).
(¬8) ينظر: التعريفات ص: 56.

الصفحة 9