كتاب كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (اسم الجزء: 1)

الأخوات ولا أحد من قرابة أم ذلك الشخص إذ النسب إنما يعتبر من الآباء. ولهذا لو أوصت لأهل بيتها لم يدخل فيه ولدها إلّا أن يكون أبوه من قومها، كما في الكافي «1» انتهى.
وأصل آل أهل بدليل تصغيره على أهيل.
وقيل أصله أول فإنه نقل عن الأصمعي «2» أنه سمع من أعرابي يقول آل واويل وأهل واهيل.
وردّ بأنه لا عبرة بقول الأعرابي. وهذا مذهب الكوفيين كما أن الأول مذهب البصريين. وفي جامع الرموز «3»: الآل في الأصل اسم جمع لذوي القربى ألفه مبدلة عن الهمزة المبدلة عن الهاء عند البصريين، وعن الواو عند الكوفيين.
والأوّل هو الحق، انتهى.
ثم لفظ الآل مختص بأولي الخطر كالأنبياء والملوك ونحوهم. يقال آل محمد عليه السلام وآل علي رضي الله عنه وآل فرعون، ولا يضاف إلى الأرذال ولا المكان والزمان ولا إلى الحق سبحانه وتعالى. فلا يقال آل الحائك وآل مصر وآل زمان وآل الله تعالى بخلاف الأهل في جميع ما ذكر.
واختلف في آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقيل إنه ذرية النبي عليه الصلاة والسلام.
وقيل ذريته وأزواجه. وقيل كل مؤمن تقيّ لحديث (كلّ تقيّ آلي) «4». وقيل أتباعه. وقيل بنو هاشم وبنو المطلب قائله الشافعي. قال ابن الحجر في شرح الأربعين «5» للنووي: وآل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عند الشافعي مؤمنو بني هاشم والمطلب كما دلّ عليه مجموع أحاديث صحيحة، لكن بالنسبة إلى الزكاة والفيء دون مقام الدّعاء، ومن ثمّ اختار الأزهري «6» وغيره من المحققين في مقام الدعاء أنهم كل مؤمن تقيّ مثل أن يقال اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد. وقيل بنو هاشم فقط. وقيل من يجمع بينه وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم غالب بن فهر «7». وقيل آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس. وقيل عترته وهم أولاد فاطمة رضي الله تعالى عنهم. وقيل أهل بيته المعصومون وهو الحق. وقيل الفقهاء العاملون على ما في جامع الرموز. وقال العلامة الدواني «8» آله صلى الله وآله عليه وسلم
__________
(1) الكافي في فروع الحنفية للحاكم الشهيد محمد بن محمد الحنفي (- 334 هـ) جمع فيه كتب محمد بن الحسن، وهو كتاب معتمد في نقل المذهب وعليه أقام السرخسي كتابه المبسوط. كشف الظنون 2/ 1378.
(2) هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي. ولد بالبصرة عام 122 هـ/ 740 م وتوفي فيها عام 216 هـ/ 831 م. من رواة العرب، وأحد أئمة اللغة والأدب والبلدان. مدحه العلماء لمعرفته الواسعة، وله الكثير من المؤلفات. الأعلام 4/ 162، جمهرة الأنساب 234، وفيات الأعيان 1/ 288، تاريخ بغداد 10/ 410، إنباه الرواة 2/ 197.
(3) جامع الرموز وغواشي البحرين للقوهستاني (نسبة إلى جبال قوهستان في جنوب خراسان) (- 962 هـ). طبع مع شروح له في قازان، 1308 هـ، اكتفاء القنوع، 147.
(4) أخرجه العجلوني في كشف الخفاء 1/ 17، رقم 17، وأخرجه الهندي في كنز العمال 3/ 89، الحديث رقم 5624، باب التقوى، وأخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 41، باب من اسمه نوح، رقم 22/ 1975، بلفظ: «آل محمد كل تقي».
(5) شرح الأربعين حديث النووية لأحمد بن حجر الهيثمي (- 974 هـ) وهو شرح ممزوج يعرف بالفتح المبين، كشف الظنون 1/ 60. وهناك شرح لشهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (- 852 هـ) وقد خرجه بالأسانيد العالية. كشف الظنون 1/ 60.
(6) الأزهري هو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، أبو منصور. ولد بهراة من أعمال خراسان عام 282 هـ/ 895 م وتوفي فيها عام 370 هـ/ 981 م. أحد أئمة اللغة والأدب، كما عني بالفقه. له عدة مؤلفات هامة. الأعلام 5/ 311، وفيات الأعيان 1/ 501، إرشاد الأريب 6/ 297، آداب اللغة 2/ 308، طبقات السبكي 2/ 106، مفتاح السعادة 1/ 97.
(7) هو غالب بن فهر بن مالك من عدنان لا يعرف له تاريخ. جدّ جاهلي، يتصل به نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وكنيته ابو تيم. ومن نسله بنو تيم الأدرم، من بطون قريش الاعلام 5/ 114، ابن الأثير 2/ 9، الطبري 2/ 186، المحبّر 51.
(8) هو محمد بن أسعد الصديقي الدّواني، جلال الدين. ولد بدوّان بالقرب من شيراز عام 830 هـ/ 1427 م ومات بفارس عام

الصفحة 72