كتاب كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (اسم الجزء: 1)

الآية قرآن مركّب من جمل ذو مبدأ ومقطع ومندرج في سورة، وأصلها العلامة ومنه أنّه آية ملكه لأنها علامة للفصل والصدق، أو الجماعة لأنها جماعة كلمات، كذا قال الجعبري «1».
وقال غيره الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها. وقيل هي الواحدة من المعدودات في السور سمّيت بها لأنها علامة على صدق من أتى بها وعلى عجز المتحدّى بها. وقيل لأنها علامة على انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعها مما بعدها. قال الواحدي «2» وبعض أصحابنا: يجوز على هذا القول تسمية أقلّ من الآية آية لولا التوقيف وارد بما هي عليه الآن. وقال أبو عمر الدواني «3»: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلّا قوله تعالى: مُدْهامَّتانِ «4».
وقال غيره بل فيه غيرها مثل: والفجر والضحى والعصر، وكذا فواتح السور عند من عدّها آيات. وقال بعضهم: الصحيح أنّ الآية إنما تعلم بتوقيف من الشارع كمعرفة السّور. قال:
فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أوّل القرآن وعن الكلام الذي في آخر القرآن، وعمّا قبلها وما بعدها في غيرها، غير مشتمل على مثل ذلك. وقال: بهذا القيد خرجت السورة لأن السورة تشتمل الآيات بخلاف الآية فإنها لا تشتمل آية أصلا. وقال الزمخشري «5»: الآيات علم توقيفي لا مجال للقياس فيه. ولذلك عدّوا آلم آية حيث وقعت ولم يعدوا المر والر. وعدّوا حم آية في سورها وطه ويس ولم يعدّوا طس.
وقال ابن العربي «6»: تعديد الآي من معضلات القرآن. ومن آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع
__________
- 1445 م وفيها مات عام 911 هـ/ 1505 م. إمام، حافظ، مؤرخ، أديب وعالم. لم يترك فنا إلا وكتب فيه. وله نحو ستّمائة مصنّف، طبع منها الكثير. الأعلام 3/ 301، معجم المفسرين 1/ 264، الكواكب السائرة 1/ 226، شذرات الذهب 8/ 51، آداب اللغة 3/ 228، الضوء اللامع 4/ 65، حسن المحاضرة 1/ 188 وغيرها.
(1) هو ابراهيم بن عمر بن ابراهيم بن خليل الجعبري، ابو إسحاق. ولد في الرقة عام 640 هـ/ 1242 م. ومات بفلسطين عام 732 هـ/ 1332 م. فقيه شافعي، عالم بالقراءات، وله نظم ونثر. له أكثر من مائة كتاب. الاعلام 1/ 55، البداية والنهاية 14/ 160، الدرر الكامنة 1/ 50، غاية النهاية 1/ 21، طبقات الشافعية 6/ 82، علماء بغداد 12.
(2) الواحدي هو علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متّويه، أبو الحسن الواحدي. ولد بنيسابور وفيها توفي عام 468 هـ/ 1076 م. مفسّر، عالم بالأدب، له عدة مؤلفات هامة. الاعلام 4/ 255، معجم المفسرين 1/ 352، النجوم الزاهرة 5/ 104، وفيات الأعيان 1/ 333، مفتاح السعادة 1/ 402، طبقات السبكي 3/ 289، إنباه الرواة 2/ 223، شذرات الذهب 3/ 330، مرآة الجنان 2/ 96، البداية والنهاية 12/ 114.
(3) هو عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو عمرو الداني. ويقال له ابن الصيرفي، ولد بدانية في الاندلس عام 371 هـ/ 981 م، وتوفي فيها عام 444 هـ/ 1053 م. أحد حفاظ الحديث، عالم بقراءة القرآن ورواياته وتفسيره. له أكثر من مائة مصنف.
الاعلام 4/ 206، النجوم الزاهرة 5/ 54، نفح الطيب 1/ 392، الصلة 398، بغية الملتمس 399، غاية النهاية 1/ 503، مفتاح السعادة 1/ 386.
(4) الرحمن/ 64.
(5) هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري، جار الله، أبو القاسم. ولد في زمخشر بخوارزم عام 467 هـ/ 1075 م وتوفي بالجرجانية بخوارزم عام 538 هـ/ 1144 م. إمام عصره في اللغة والنحو والبيان والتفسير، وكان معتزليا، وله التصانيف الهامة. الاعلام 7/ 178، معجم المفسرين، 2/ 666، طبقات المفسرين للداودي 2/ 314، وفيات الاعيان 2/ 81، إرشاد الأريب 7/ 147، لسان الميزان 6/ 4، معجم الأدباء 19/ 126، ميزان الاعتدال 4/ 78، الجواهر المضيئة 2/ 160، إنباه الرواة 3/ 265، العبر 4/ 106، شذرات الذهب 4/ 118، وغيرها.
(6) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد المعافري الاندلسي الإشبيلي، أبو بكر. ولد في أشبيلية عام 468 هـ/ 1076 م وتوفي بالقرب من فاس بالمغرب عام 543 هـ/ 1148 م. قاض، حافظ للحديث، فقيه مالكي، مجتهد، مفسّر.
تجوّل في البلاد وأخذ عنه العلماء. له الكثير من الكتب. الاعلام 7/ 106، معجم المفسرين 2/ 558، طبقات المفسرين للسيوطي 34، طبقات المفسرين للداودي 2/ 162، نفح الطيب 2/ 25، الديباج المذهب 281، شذرات الذهب 4/ 141، مرآة الجنان 3/ 279، تذكرة الحفاظ 1494، البداية والنهاية 12/ 228.

الصفحة 76