الخلائق خذلهم الله تعالى «1».
الإباضيّة «2»:
[في الانكليزية] Al -Ibadiyya (sect)
[ في الفرنسية] Al -Ibadiyya (secte)
هي فرقة من الخوارج أصحاب عبد الله بن إباض «3». قالوا فخالفونا من أهل القبلة كفار غير المشركين يجوز مناكحتهم. وغنيمة أموالهم من سلاحهم وكراعهم حلال عند الحرب دون غيره. ودارهم دار الإسلام إلّا معسكر سلطانهم. وقالوا تقبل شهادة مخالفيهم عليهم.
ومرتكب الكبيرة موحّد غير مؤمن لأنّ الأعمال داخلة في الإيمان والاستطاعة قبل الفعل، وفعل العبد مخلوق لله تعالى. ويفنى العالم كلّه بفناء أهل التّكليف. ومرتكب الكبيرة كافر نعمة لا كافر ملّة. وتوقّفوا في تكفير أولاد الكفّار، وفي النّفاق أهو شرك أم لا، وفي جواز بعثة رسول بلا معجزة، وتكليف أتباعه فيما يوحى إليه.
وكفّروا عليا وأكثر الصّحابة. وافترقوا فرقا أربعة: الحفصيّة «4» واليزيدية «5» والحارثيّة «6» والرابعة العباديّة «7» القائلون بطاعة لا يراد بها الله، أي الزاعمون أنّ العبد إذا أتى بما أمر به ولم يقصد الله كان ذلك طاعة. فالحفصيّة زادوا على الإباضية أنّ بين الإيمان والشرك معرفة الله فإنها خصلة متوسّطة بينهما فمن عرف الله وكفر بما سواه من رسول أو جنّة أو نار أو بارتكاب كبيرة فكافر لا مشرك. واليزيديّة زادوا عليهم وقالوا سيبعث نبيّ من العجم بكتاب يكتب في السماء وينزل عليه جملة واحدة، ويترك شريعته إلى ملّة الصّابئة «8» المذكورة في القرآن. وقالوا أصحاب الحدود مشركون وكلّ ذنب شرك كبيرة
__________
- المخطوطات التركية العثمانية القسم الثاني (خ- س) ص 184. ومعه لمحمد بن محمد الزبيدي حكمة الاشراق إلى كتاب الآفاق، القاهرة 1954.
(1) الإباحية: وتعرف بالمحمّرة، ومنها البابكية والمازيارية وبعض الصوفية، حيث يجتمعون في عيد لهم، ذكورا وإناثا، فإذا ما اطفئت السرج والنيران افتضّ فيها الرجال النساء على تقدير (من عزّ بزّ). وكانوا لا يصلّون ولا يصومون ولا يرون الجهاد ضد الكفار. الفرق بين الفرق 266 وما بعدها.
(2) الإباضية: لمزيد من التفصيل عن هذه الفرقة مبادئها ومعتقداتها، انظر ما ذكره: الفرق بين الفرق 103، الملل والنحل 134، مقالات الاسلاميين 1/ 170، التبصير في الدين 34، المعارف لابن قتيبة 622، مروج الذهب 3/ 258.
(3) هو عبد الله بن إباض المقاعسي المري التميمي، من بني مرة بن عبيد بن مقاعس. توفي حوالي العام 86 هـ/ 705 م. رأس الاباضية، اضطرب المؤرخون في سيرته، كان معاصرا لمعاوية. وناظر العلماء. الاعلام 4/ 61، الكامل 2/ 179، الأغاني 7/ 230، خطط المقريزي 2/ 355، شذرات الذهب 1/ 177.
(4) الحفصية: من فرق الخوارج الإباضية، قالوا بإمامة حفص بن أبي المقدام، كان يعتقد أن بين الشرك والإيمان معرفة الله تعالى وحدها. فمن عرفه ثم كفر بما سواه أو عمل بجميع المحرمات فهو كافر بريء من الشرك. ومن جهل الله تعالى وأنكره فهو مشرك. وكانت لهم تأويلات غريبة في تفسير القرآن والصحابة. الفرق بين الفرق 104، مقالات الاسلامية 1/ 170، الملل والنحل 135.
(5) اليزيدية فرقة من الخوارج الإباضية، أصحاب يزيد بن أنيسة الذي زعم أن الله تعالى سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا ويترك شريعة المصطفى محمد عليه السلام ويكون على ملة الصابئة المذكورة في القرآن. الملل والنحل 136، الفرق 104.
(6) الحارثية فرقة من الخوارج الإباضية، أتباع حارث بن يزيد الإباضي، الذي اعتنق رأي المعتزلة في القدر، فخالفت الإباضية، وكذلك قالوا بالاستطاعة قبل الفعل، وفي إثبات طاعة لا يراد بها الله تعالى. الملل 136، الفرق 105، مقالات 1/ 171، التبصير 35.
(7) العبادية لم يعثر على ترجمة لهذه الفرقة تعرف بهذا الاسم. ولعلّها الفرقة التي ذكرها كل من الأشعري والبغدادي تحت اسم: ذكر أصحاب طاعة لا يراد الله بها. ولها آراء مبتدعة كثيرة. المقالات 1/ 172، الفرق 105، التبصير 35.
(8) الصابئة هم قوم يقولون بحدود وأحكام عقلية بعيدة عن الشرع. ولا يقرّون بالاسلام ولا بأية شريعة أخرى. يؤمنون بالمحسوس والمعقول. وربما يتّصلون بعاذيمون وهرمس. ولقد كانت لهم مناظرات مع الحنفاء ذكرها الشهرستاني.
الملل 259، 263، 311.