كتاب قصتنا مع اليهود

أو يومين، فإذا هي تستمر الشهر والشهر الذي بعده، والشهور تتوالى والانتفاضة لا تزداد إلا قوَّة، ذلك بأنها ليست حركة وطنية، ولا قومية، ولا لمجرد استرداد الأرض، وطرد الواغل الدخيل منها، هذه كلها مقاصد قد تشترك في مثلها أمم الأرض، بل لأنها جهاد، جهاد بالمعنى الذي عرفه الإسلام، بذل الروح لله وحده، وابتغاء الجزاء منه وحده، جهادٌ مَنْ يظفر فيه يَظْفَر بنيل الأماني وبلوغ الغايات، ومن يَمُتْ يَنَلْ ما هو أكبر من مِتَع الدنيا كلها رضا الله والجنة،
كتب الله لهذه الانتفاضة الاستمرار والقوة، كما كتب مثل ذلك للحرب الجهادية في الأفغان لأنهما قامتا لله لا للدنيا، وما كان لله فهو المتصل.
رحم الله الملك العبقري عبدالعزيز الذي كان ينظر بنور الله: لما استعدت الدول العربية السبع لدخول فلسطين والقتال فيها، كان من رأيه أن نُسلِّح أهل فلسطين ونُمدُّهُم بالمال ونَدَعْ لهم حرب اليهود، لقد بدا الآن الدليل على صحة رأي عبدالعزيز.

الصفحة 18