كتاب قصتنا مع اليهود

مليونين أو ثلاثة ولن يبلغوها، هل يمكن أن تعيش وسط بحر يمتد على مدى ثلث محيط الأرض فيه ألف مليون كلهم عدو لها، عادوها لظلمها وبغيها لا كرهاً لها وعدواناً عليها، ولو هي عاشت عشراً أو عشرين أو سبعين أو ثمانين عاماً، فهل تعيش الدهر كله؟ وما سبعون أو ثمانون عاماً في أعمار الأمم؟. لقد بقي الاستعمار البرتغالي في أنغولا وموزانبيك مثلا خمسمائة سنة فهل استمر الاستعمار البرتغالي لأنغولا وموازنبيق؟ وقُسِّمَتْ بولونيا (بولندا) مرات وتقاسم جيرانها أجزاءها ثم عادت بولونيا، بل لقد غزا ديار الشام من هم أكثر من اليهود عَدداً وأقوى جنداً وعُدداً وأقاموا فيها دولاً عاشت دهراً، ثم دالت هذه الدول وعادت إلى الأرض أصحابها، أما بقيت القدس قرابة قرن من الزمان بيد الصليبيين، فهل دام في القدس حكم الصليبيّين؟
إن القوة المادية لا بد منها، والله أمرنا باتخاذ أسبابها فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} جاء لفظ القوة منكراً ليشمل كل قوة كانت أو تكون، نُعِدُّ كل ما قدرنا

الصفحة 23