كتاب قصتنا مع اليهود

الشدائد، وعند الاضطرار، وساعة اليأس، إن الهرة إن استيأست تهجم على الذئب، بل إن الدجاجة لتحمي أفراخها تجرؤ على الكلب العصور، إن الرجل الذي يروح إلى داره تعبان، جوعان لا يبتغي إلا كرسياً يلقي بجسده عليه إذا رأى الدار قد شبت فيها النار، أو رأى الصغار تَحفُّ بهم الأخطار، نسي تعبه وجوعه وصبَّت القوة في أضاعه صبّاً، فمن أين جاءت تلك القوة، إنها (القوة المدخرة)، إن الذي لا يستطيع أن يَعْدُو مئة متر، إذا لحقه سبع ضار أو مجرم مسلح ولم يجد مخلصا إلا الهرب يركض نصف ساعة، إن الإيمان يثير هذه القوة المدخرة، لذلك كانت العزَّة ة لله ولرسوله وللمؤمنين.
وما نسمعه ونقرؤه من أنباء المجاهدين في الأفغان، وما يصنع أطفال الحجارة في فلسطين كثير من أمثالها.
إن اللص الذي ينام ويده على سلاحه لا يستطيع من الخوف أن يستسلم للمنام، فكيف يشعر اليهود بالأمن والاستقرار في فلسطين ونحن لهم بالمرصاد، وكلما ولد

الصفحة 25