كتاب قصتنا مع اليهود

الصليبية، لما كان في سورية يومئذٍ من الدول بمقدار ما فيها من المدن، وكان النزاع قائماً بينها، وكان في قرية شيزر (قرب حماه) دولة، وفي صرخد (ويدعونها اليوم صلخد في جبل الدروز) دولة، وكان الساحل كله بيد الصليبين، فما هي إلّا أن نهض عماد الدين، ثم نور الدين، ثم صلاح الدين فنشروا راية الإسلام، وضربوا بسيف محمد حتى غدا الانقسام وحدة، والضعف قوة، والمغلوب غالباً، وكذلك يصنع الإسلام في كل زمان ومكان، هذه الجزيرة. ألا تذكرون كيف كانت من مئتي سنة وكيف صارت الآن؟ أما كانت في الرياض دولة، وفى منفوحه (وهي الآن من أحياء الرياض) دولة أخرى، أحداهما كان من دعوة التوحيد، والأخرى عليها؟
لا ليست معركتنا معْ الْيهوْد، ومتى كان اليهود أهل قتال؟ أيام قال لهم رسولهم: قاتلوا، فقالوا: اذهب أنت وربك فقاتلا، أم يوم دعاهم إلى الفتح وقد مهَّد الله لهم أسبابه، وفتح لهم بابه، فارتجفوا كالشياه المذعورة وقالوا: {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ

الصفحة 27