كتاب قلائد العقيان في محاسن الرؤساء والقضاة والكتاب والأدباء والأعيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي راض لنا البيان حتّى انقاد في أعنّتنا. وشاد مثواه في أجنّتنا. وذلّل لنا من الفصاحة ما تصعّب فملكناه. وأوضح لنا من مشكلاتها ما تشعّب فسلكناه. فصار لنا الكلام عبدا يجيب إذا ناديناه. وسهما يصيب الغرض إذا رميناه. وصلّى اللّه على سيدنا محمّد الذي بعثه بشيرا ونذيرا وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً
(وبعد) فإنّ الأدب أجمل ما التحفته الهمّة. وعرفته هذه الأمّة. فإنّه مطلق اللّسان من عقال، ومنطق الإنسان بصواب المقال. وله من النثر والنظم نجمان، صارت القلوب لهما فلكا. والخواطر مسلكا. وما زالت صدور الملوك لهما محلا، ولبّاتهم بهما تتحلّى. ومجتمعاتهم ميدان مجالهما. ومكان رويتهما وارتجالهما. ترتشف فيها ثغورهما. ويقطف لديها نورهما. وكان النّدى يسقيهما فيثمران بالإبداع. ويسفران عن محاسن كالصّبح عند الانصداع. ثمّ تقلّص ذاك البرد الضّافي. وتكدّر ورد الأمل الصّافي. وزهد
الصفحة 2
308