كتاب كليلة ودمنة

دون تلف الأنفس. مع أنه رب واتر يطمع في مراجعة الموتور بما يرجو أن يقدر عليه من النفع له، والدفع عنه. ولكني أنا أضعف عن أن أقدر على شيء يذهب به ما في نفسك. ولو كانت نفسك منطوية لي على ما تقول ما كان ذلك عني مغنياً ولا أزل في خوف ووحشة وسوء ظن، ما اصطحبنا. فليس الرأي بيني وبينك إلا الفراق. وأنا أقرأ عليك السلام.
قال الملك: لقد علمت أنه لا يستطيع أحد لأحد ضراً ولا نفعاً، وأنه لا شيء من الأشياء صغيراً ولا كبيراً يصيب أحد ألا بقضاء وقدر معلوم. وكما أن خلق ما يخلق، وولادة ما يولد، وبقاء ما يبقى ليس إلى الخلائق منه شئ، كذلك فناء ما يفنى وهلاك ما يهلك. وليس لك في الذي صنعت بابني ذنب، ولا لا بني فيما صنع بابنك ذنب.
إنما كان ذلك كله قدراً مقدوراً، وكلانا له علة: فلا نوأخذ بما به القدر. قال فنزة: إن القدر لكما ذكرت، لكن لا يمنع ذلك الحازم من توقى المخاوف، والاحتراس

الصفحة 258