كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. فسئل عنه؟ فقال: الرياء "1.
__________
فعل أو إقرار أو وصف والخبر: ما أضيف إليه وإلى غيره والأثر: ما أضيف إلى غير الرسول صلى الله عليه وسلم أي: إلى الصحابي فمن بعده، إلا إذا قيد فقيل: وفي الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون على ما قيد به.
قوله: " أخوف ما أخاف عليكم ": الخطاب للمسلمين; إذ المسلم هو الذي يخاف عليه الشرك الأصغر، وليس لجميع الناس.
قوله: " الرياء ": مشتق من الرؤية، مصدر راءى يرائي، والمصدر رياء; كقاتل يقاتل قتالا.
والرياء: أن يعبد الله ليراه الناس؛ فيمدحوه على كونه عابدا، وليس يريد أن تكون العبادة للناس; لأنه لو أراد ذلك; لكان شركا أكبر، والظاهر أن هذا على سبيل التمثيل، وإلا; فقد يكون رياء، وقد يكون سماعا، أي يقصد بعبادته أن يسمعه الناس فيثنوا عليه، فهذا داخل في الرياء; فالتعبير بالرياء من باب التعبير بالأغلب. أما إن أراد بعبادته أن يقتدي الناس به فيها; فليس هذا رياء، بل هذا من الدعوة إلى الله عزوجل، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " فعلت هذا لتأتموا بي وتعلموا صلاتي " 2.
والرياء ينقسم باعتبار إبطاله للعبادة إلى قسمين:
__________
1 من حديث محمود بن لبيد, رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/428) . قال ابن حجر في "بلوغ المرام" (ص 302) : "أخرجه أحمد بإسناد حسن", وقال المنذري في "الترغيب" (1/69) : "إسناده جيد", وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/222) : "رجاله رجال الصحيح; غير عبد الله بن شبيب بن خالد, وهو ثقة".
2 من حديث سهل بن سعد الساعدي, رواه البخاري (كتاب الجمعة, باب الخطبة على المنبر, 1/290) , ومسلم (كتاب المساجد, باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة, 1/386) .

الصفحة 117