كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

باب الدعاء إلي شهادة أن لا إله إلا الله
وقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} 1 الآية.
__________
هذا الترتيب الذي ذكره المؤلف من أحسن ما يكون; لأنه لما ذكر توحيد الإنسان بنفسه ذكر دعوة غيره إلى ذلك; لأنه لا يتم الإيمان إلا إذا دعا إلى التوحيد، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} 2. فلا بد مع التوحيد من الدعوة إليه، وإلا كان ناقصا، ولا ريب أن هذا الذي سلك سبيل التوحيد لم يسلكه إلا وهو يرى أنه أفضل سبيل، وإذا كان صادقا في اعتقاده; فلا بد أن يكون داعيا إليه، والدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله من تمام التوحيد، ولا يتم التوحيد إلا به.
قوله: " قل هذه سبيلي ": المشار إليه ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع عبادة ودعوة إلى الله. سبيلي: طريقي.
قوله: " أدعوا ": حال من الياء في قوله: " سبيلي "، ويحتمل أن تكون استئنافا لبيان تلك السبيل.
وقوله: " إلى الله " ; لأن الدعاة إلى الله ينقسمون إلى قسمين:
1- داع إلى الله.
__________
1 سورة يوسف آية: 108.
2 سورة آية: 1-3.

الصفحة 128