كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله، لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من
__________
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين "1 وهذا إذا كنا على الوصف الذي عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أما إذا كنا على وصف القومية، فإننا لو نزلنا في أحضانهم; فمن الممكن أن يقوموا ونكون في الأسفل. قوله: " ثم ادعهم ": أي: أهل خيبر، " إلى الإسلام "; أي: الاستسلام لله.
قوله: " وأخبرهم بما يجب عليهم ": أي: فلا تكفي الدعوة إلى الإسلام فقط، بل يخبرهم بما يجب عليهم فيه؛ حتى يقتنعوا به ويلتزموا. لكن على الترتيب الذي في حديث بعث معاذ. وهذه المسألة يتردد الإنسان فيها: هل يخبرهم بما يجب عليهم من حق الله في الإسلام قبل أن يسلموا أو بعده؟ فإذا نظرنا إلى ظاهر حديث معاذ وحديث سهل هذا; فإننا نقول: الأولى أن تدعوه للإسلام، وإذا أسلم تخبره. وإذا نظرنا إلى واقع الناس الآن، وأنهم لا يسلمون عن اقتناع; فقد يسلم، وإذا أخبرته ربما يرجع، قلنا: يخبرون أولا بما يجب عليهم من حق الله فيه; لئلا يرتدوا عن الإسلام بعد إخبارهم بما يجب عليهم، وحينئذ يجب قتلهم لأنهم مرتدون. ويحتمل أن يقال: تترك هذه المسألة للواقع، وما تقتضيه المصلحة من تقديم هذا أو هذا.
قوله: " لأن يهدي الله ": اللام واقعة في جواب القسم، وأن بفتح
__________
1 من حديث أنس, رواه: البخاري (كتاب الصلاة, باب ما يذكر في الفخذ, 1/139) , ومسلم (كتاب الجهاد, باب غزوة خيبر, 3/139) .

الصفحة 137