كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

قال ابن مسعود: " من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم
__________
وقوله: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 1 أي: ذلك المذكور وصاكم لتنالوا به درجة التقوى، والالتزام بما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم
· وقوله: قال ابن مسعود: "من أراد ... " إلخ: الاستفهام هنا للحث والتشويق، واللام في قوله: "فليقرأ" للإرشاد.
وقوله: "وصية محمد": الوصية بمعنى العهد، ولا يكون العهد وصية إلا إذا كان في أمر هام.
وقوله: "محمد صلى الله عليه وسلم ": أي: رسول الله محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم وهذا التعبير من ابن مسعود يدل على جواز مثله، مثل: قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصية محمد صلى الله عليه وسلم ولا ينافي قوله تعالى: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} 2 لأن دعاء الرسول هنا أي: مناداته، فلا تقولوا عند المناداة: يا محمد! ولكن قولوا: يا رسوله الله! أما الخبر، فهو أوسع من باب الطلب، ولهذا يجوز أن تقول: أنا تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم، أو اللهم! صل على محمد، وما أشبه ذلك.
وقوله: "التي عليها خاتمه": الخاتم بمعنى التوقيع.
وقوله: "وصية محمد صلى الله عليه وسلم "، ليست وصية مكتوبة مختوما عليها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص بشيء، ويدل لذلك: أن أبا جحيفة سأل علي بن أبي طالب: " هل عهد إليكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة؛ إلا فهما يؤتيه الله تعالى رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة.
__________
1 سورة الأنعام آية: 153.
2 سورة النور آية: 63.

الصفحة 44