كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} 1 إلى قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} 2 "3 الآية.
وعن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) ، قال: " كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال لي: يا معاذ! أتدري
__________
قيل: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر "4.
فلا يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بهذه الآيات وصية خاصة مكتوبة، لكن ابن مسعودرضي الله عنهيرى أن هذه الآيات قد شملت الدين كله، فكأنها الوصية التي ختم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبقاها لأمته. وهي آيات عظيمة، إذا تدبرها الإنسان وعمل بها، حصلت له الأوصاف الثلاثة الكاملة: العقل، والتذكر، والتقوى.
وقوله: "فليقرأ قوله تعالى ... " إلخ الآيات سبق الكلام عليها.
وقوله: "رديف": بمعنى رادف، أي: راكب معه خلفه، فهو فعيل بمعنى فاعل، مثل: رحيم بمعنى راحم، وسميع بمعنى سامع.
وقوله: "على حمار": أي: أهلي، لأن الوحشي لا يركب.
وقوله: "أتدري": أي: أتعلم.
__________
1 سورة الأنعام آية: 151.
2 سورة الأنعام آية: 153.
3 أخرجه: الترمذي (أبواب تفسير القرآن, 8/230) - وقال: "حديث حسن غريب"-, والطبراني في "الكبير" (10060) بلفظ: "من سره أن يقرأ صحيفة محمد صلى الله عليه وسلم ... " إلخ.
4 رواه: البخاري (كتاب الديات, باب العاقلة, 4/274) .

الصفحة 45