كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

الثالثة: أن من لم يأت به، لم يعبد الله، ففيه معنى قوله: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} 1.
الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل.
الخامسة: أن الرسالة عمت كل أمة.
السادسة: أن دين الأنبياء واحد.
__________
·وقوله في الثالثة: ففيه معنى قوله: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} 2 لستم عابدين عبادتي، لأن عبادتكم مبنية على الشرك، فليست بعبادة لله تعالى.
·الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل: أخذها رحمه الله تعالى من قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 3 فالحكمة هي: الدعوة إلى عبادة الله وحده، واجتناب عبادة الطاغوت.
·الخامسة: أن الرسالة عمت كل أمة: أخذها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً} 4.
·السادسة: أن دين الأنبياء واحد: أخذها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 5 ومثله قوله تعالى: {َمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} 6 وهذا لا ينافي قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} 7 لأن الشرعة العملية تختلف باختلاف الأمم، أو الأماكن، والأزمنة، وأما أصل الدين فواحد، قال تعالى: {شَرَعَ
__________
1 سورة الكافرون آية: 3.
2 سورة الكافرون آية: 3.
3 سورة النحل آية: 36.
4 سورة النحل آية: 36.
5 سورة النحل آية: 36.
6 سورة الأنبياء آية: 25.
7 سورة المائدة آية: 48. أن من لم يأت به، لم يعبد الله، ففيه معنى قوله: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} 1.

الصفحة 50