كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}
السابعة: المسألة الكبيرة إن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت ففيه معنى قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} 1 الآية.
__________
2.
السابعة: المسألة الكبيرة أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت.
ودليله قوله تعالى: {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 3 فمن عبد الله ولم يكفر بالطاغوت، فليس بموحد، ولهذا جعل المؤلف رحمه الله هذه المسألة كبيرة، لأن كثيرا من المسلمين جهلها في زمانه وفي زماننا الآن.
تنبيه:
لا يجوز إطلاق الشرك أو الكفر أو اللعن على من فعل شيئا من ذلك لأن الحكم بذلك في هذه وغيرها له أسباب وله موانع، فلا نقول لمن أكل الربا: ملعون، لأنه قد يوجد مانع يمنع من حلول اللعنة عليه، كالجهل مثلا، أو الشبهة، وما أشبه ذلك، وكذا الشرك لا نطلقه على من فعل شركا، فقد تكون الحجة ما قامت عليه بسبب تفريط علمائهم، وكذا نقول: من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ولكن لا نحكم بهذا لشخص معين إذ إن الحكم المعلق على الأوصاف لا ينطبق على الأشخاص إلا بتحقق شروط انطباقه وانتفاء موانعه.
فإذا رأينا شخصا يتبرز في الطريق، فهل نقول له: لعنك الله؟
الجواب: لا، إلا إذا أريد باللعن في قوله: "اتقوا الملاعن" 4: أن
__________
1 سورة البقرة آية: 256.
2 سورة الشورى آية: 13.
3 سورة النحل آية: 36.
4 من حديث معاذ, رواه: أبو داود (كتاب الطهارة, باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها, 1/29) , وابن ماجه (كتاب الطهارة, باب النهي عن الخلاء على قارعة الطريق, 1/119) , والحاكم (1/167) - وقال: "صحيح", ووافقه الذهبي-, والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 97) .

الصفحة 51