كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد "...........................
__________
قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " 1 ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الشمس والقمر: " إنهما آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته "23 فالأحوال الفلكية لا علاقة بينها وبين الحوادث الأرضية.
الثاني: علم التسيير، وهو ما يستدل به على الجهات والأوقات; فهذا جائز، وقد يكون واجبا أحيانا، كما قال الفقهاء: إذا دخل وقت الصلاة يجب على الإنسان أن يتعلم علامات القبلة من النجوم والشمس والقمر، قال تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} 4. فلما ذكر الله العلامات الأرضية انتقل إلى العلامات السماوية; فقال تعالى: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} 5 فالاستدلال بهذه النجوم على الأزمان لا بأس به، مثل أن يقال: إذا طلع النجم الفلاني دخل وقت السيل ودخل وقت الربيع، وكذلك على الأماكن; كالقبلة، والشمال، والجنوب.
قوله: " فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد "6 المراد بالسحر هنا: ما هو أعم من السحر المعروف; لأن هذا من الاستدلال بالأمور الخفية التي لا حقيقة لها، كما أن السحر لا حقيقة له; ولا يقلب الأشياء، لكنه يموه، فهكذا اختلاف النجوم لا تتغير بها الأحوال.
وقوله: " زاد ما زاد "7 أي: كلما زاد شعبة من تعلم النجوم ازداد شعبة من السحر. ووجه ذلك: أن الشيء إذا كان من الشيء; فإنه يزداد بزيادته.
__________
1 سيأتي (2/30) .
2 البخاري: الجمعة (1048) , والنسائي: الكسوف (1459 ,1463) , وأحمد (5/37) .
3رواه: البخاري (2/438) , ومسلم (901 و 903) .
4 سورة النحل آية: 15.
5 سورة النحل آية: 16.
6 أبو داود: الطب (3905) , وابن ماجه: الأدب (3726) , وأحمد (1/227 ,1/311) .
7 أبو داود: الطب (3905) , وابن ماجه: الأدب (3726) , وأحمد (1/227 ,1/311) .

الصفحة 520